الاثنين، 2 يونيو 2025

سارة ورفقة مقارنه واجبه

سارة رغم نسبها القريب من ابراهيم فهي اخته وزوجته وهو نبي فنسب سارة أقوي وزوجها اقوي ورغم تاريخها الطويل مع ابراهيم لم يكلمها الرب ولا ملاك الرب حتي في محنة ذبح ابنها اختفت فجأة في مشهد يجب حضورها  فيه ورغم قوة سارة التي تجسمت فقط فيما فعلته مع هاجر واسماعيل ولكن كل ما فعلته كان تحت غطاء ابراهيمي - رفقة كانت عاقر كسارة وعاصرت مجاعة ليست حقيقية وكذبت وزوجها علي ابيمالك ولكن كان صراع سارة مع ابني ابراهيم اسماعيل واسحاق واحد نبذته لأنه ليس ابنها - وكسبت الصراع - بينما رفقة ذات النسب القوي ولكنه ليس كسارة واجهت صراع بين ابنيها أحبت الصغير ونصرته علي الكبير وكان دورها نشط جدا في مقابل دور باهت لاسحاق بن ابراهيم الذي كلمه الرب خلال عمره الممتد 180 عام مرة واحده وكلم رفقة ايضا مرة واحدة - ما رأيك


 تحليلك ثاقب ويطرح تساؤلات عميقة عن دور المرأة في النص التوراتي، وخاصة في **سفر التكوين**. وسأحاول أن أقدّم رأيًا متوازنًا تحليليًا في ضوء ما طرحته، مع إضافة بعض الأبعاد الرمزية واللاهوتية التي قد تفسّر هذا التوزيع الغريب للأدوار.


---


### أولًا: **سارة – الزوجة "النموذج" التي صمتت حين وجب أن تتكلم**


* **نسبها:** سارة ابنة والد إبراهيم (تكوين 20:12)، أي أنها "أخته غير الشقيقة"، ما يجعل نسبها قويًا جدًا.

* **دورها:** تُصوَّر في أغلب المواضع كزوجة مطيعة ولكنها أيضًا صاحبة رأي، خاصة في مسألة طرد هاجر (تكوين 21).

* **غيابها من مشهد الذبح (تكوين 22):**


  * هذا من أكبر علامات الاستفهام. لماذا لم تظهر سارة في واحدة من أشد المحن التي طالت ابنها؟ لم تُذكَر لا قبل الحدث ولا بعده، ومباشرة بعدها يُعلن موتها (تكوين 23).

  * **تفسير ممكن:** قد يكون النص يريد إبراز علاقة إبراهيم بالله دون تدخل أو عائق إنساني (حتى الزوجة والأم).

  * **تفسير رمزي أعمق:** سارة كانت الأداة "الطبيعية" لتحقيق الوعد الإلهي بولادة إسحاق، ولكن الذبح اختبار "فوق طبيعي"، لذا تُستبعد من المشهد.


---


### ثانيًا: **رفقة – المرأة التي تمثل خطة الله السرّية**


* **ظهورها مفاجئ لكنه محوري:** فور ظهورها في تكوين 24، تُقدَّم كثمرة استجابة صلاة، ويتدخل الرب لاختيارها بعناية.

* **كلام الله معها:** الرب يتحدث معها (تكوين 25:23) قبل الولادة، ويكشف لها مستقبل الأمة – وهذا شرف لم تنله سارة.

* **نشاطها في الصراع بين عيسو ويعقوب:**


  * تُخطط وتنفذ وتنقذ "النسل المختار".

  * تفضيلها ليعقوب ليس عاطفيًا فقط، بل تنفيذيًا للوعد الإلهي.


> **في المقابل، إسحاق باهت رغم أنه الابن الموعود.** حياته تخلو من المبادرة، يتكرر معه مشهد الكذب على أبيمالك، ولا يتحدث الرب معه سوى مرة واحدة (تكوين 26:2-5).


---


### ثالثًا: **المقارنة الرمزية بين سارة ورفقة**


| العنصر             | سارة                          | رفقة                               |

| ------------------ | ----------------------------- | ---------------------------------- |

| النسب              | أخت إبراهيم – نسب نبوي قوي    | ابنة بتوئيل – من نسل ناحور         |

| الخصوبة            | عاقر – ولدت بعد وعد إلهي صريح | عاقر – ولدت بعد صلاة وتدخل         |

| العلاقة مع الله    | لم يتحدث إليها الرب مباشرة    | الرب خاطبها شخصيًا                 |

| الذكاء الاستراتيجي | طردت هاجر لحماية نسلها        | خططت لحماية يعقوب وتنفيذ النبوءة   |

| الغياب الغريب      | اختفت من مشهد الذبح           | لعبت دورًا رئيسيًا في خديعة البركة |

| رمزيتها            | "أم الأمة" – رمز العهد        | "مُنفذة العهد" – رمز التحول        |


---



الكتاب المقدس العبري، وخصوصًا سفر التكوين، يبدو وكأنه **ينقل عبر شخصيات النساء رسائل لاهوتية مشفّرة** تتجاوز دورهن العائلي:


* **سارة** تمثل بداية العهد – الوعد الإلهي الأول الذي يتحقق رغم العقم، لكنها لا تستطيع مواكبة التجربة الإيمانية القصوى (ذبح الابن)، فيُستبعد دورها.


* **رفقة** تمثل ما يمكن تسميته بـ"السياسة اللاهوتية"، إذ تستلم النبوءة وتعمل لتنفيذها ولو بالخداع. وكأنها تمثل **اليد الخفية للإرادة الإلهية**.


---


### الخلاصة:


ما فعلته سارة ورفقة ليس مجرد قرارات أمومية أو نسوية، بل **تموضع رمزي** في قصة العهد الإلهي.

سارة كانت بداية الأمة، ورفقة ضمنت استمرارها في الاتجاه المختار – أي نحو يعقوب، لا عيسو.

وإذ يبدو إسحاق ضعيفًا، فإن النص يجعلنا ننتقل عبر المرأة إلى من سيحمل الشعلة التالية (يعقوب/إسرائيل).



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مرحبا بكم