الاثنين، 23 يونيو 2025

خطأ عددي واضح في سفر التكوين: لماذا 33 بدلًا من 32؟

 

خطأ عددي واضح في سفر التكوين: لماذا 33 بدلًا من 32؟


في (سفر التكوين 46:15) نقرأ العبارة التالية:


> "هؤلاء بنو ليئة الذين ولدتهم ليعقوب في فدان أرام، مع دينة ابنته. جميع نفوس بنيه وبناته ثلاث وثلاثون."


هذه الآية تطرح إشكالًا عدديًا صارخًا. فحين نراجع الأسماء المذكورة في الآيات السابقة، ونحاول إحصاء "بنيه وبناته"، نجد أن الرقم لا يتطابق مع العدد المذكور.


### المعطيات:


* أبناء ليئة من يعقوب: **رأوبين، شمعون، لاوي، يهوذا، يساكر، زبولون** = 6 أبناء.

* دينة: **ابنة واحدة**.


> المجموع: **7 أبناء وبنات مباشرين**.


لكن النص يذكر أن "جميع نفوس بنيه وبناته" كانوا **33 شخصًا**.


### التناقض:


من الواضح أن العدد يشمل **أحفاد الأبناء** أيضًا، كما يلي:


* رأوبين: 4 أبناء

* شمعون: 6 أبناء

* لاوي: 3 أبناء

* يهوذا: 5 (منهم 2 حفيدان)

* يساكر: 4 أبناء

* زبولون: 3 أبناء


> مجموع الأحفاد = 25


وعند جمعهم مع الأبناء الستة ودينة:


* 25 (أحفاد) + 6 (أبناء مباشرين) + 1 (دينة) = **32 شخصًا**


لكن الآية تقول: **33**. فمن أين جاء الرقم الزائد؟


### الاحتمالات:


1. **خطأ حسابي أو نسخي** في التقاليد التوراتية.

2. أو أن أحد الأشخاص لم يُذكر اسمه في السرد، وتم احتسابه ضمن العدد.

3. أو أن تعبير "بنيه وبناته" استُخدم بشكل غير دقيق ليشمل الأحفاد، وهو **مخالف للمعنى اللغوي الواضح** في العبرية والعربية.


### الدلالة:


يبدو أن هناك ميلًا في بعض مواضع النص التوراتي إلى **تضخيم رمزي للأعداد** لأهداف لاهوتية أو تنظيمية، أكثر من الحرص على الدقة الإحصائية.


ويضاف إلى ذلك أن "العدديّة الرمزية" كثيرًا ما تُستخدم في الأسفار القديمة (مثل رقم 12، 70، 40)، ما يعزز فرضية **وجود مقاصد غير سردية** في مثل هذه المواضع.


### خاتمة:


ما بين الأسماء المذكورة والعدد المُعلن، يظهر التناقض بوضوح.

فإذا كانت "نفوس بنيه وبناته" هم نسله المباشر، فهم 7.

وإذا أُدرج الأحفاد، فالمجموع 32 فقط.

فمن هو الشخص 33؟ ولماذا لم يُذكر اسمه؟


إنه سؤال يكشف كيف أن **سرديات الأنساب في التوراة تخضع أحيانًا لاعتبارات أخرى** غير التوثيق الدقيق، ويستحق الوقوف عنده ضمن قراءة نقدية متأنية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مرحبا بكم