خطأ عددي في سفر التكوين: أبناء زلفة لا يبلغون ست عشرة نفسًا
في الإصحاح 46 من سفر التكوين، يقدم النص تعدادًا لأبناء يعقوب الذين نزلوا معه إلى مصر، ويُفصّل أسماء الأبناء والأحفاد حسب الأمهات.
نقرأ في الآية 18:
> "وبنو جاد: صفيون وحجي وشوني واصبون وعيري وارودي وارئيلي. وبنو أشير: يمنة ويشوة ويشوي وبريعة، وسارح هي أختهم. وابنا بريعة: حابر وملكيئيل. هؤلاء بنو زلفة التي أعطاها لابان لليئة ابنته، فولدت هؤلاء ليعقوب، ست عشرة نفسًا."
لكن عند التدقيق في العدد:
* **بنو جاد** = 7 أسماء
* **بنو أشير** = 4 أبناء + 1 أخت + 2 حفيد (ابنا بريعة)
* **المجموع** = 7 (جاد) + 7 (أشير) = **14 نفسًا فقط**
### أين الخطأ؟
النص يقول: "ست عشرة نفسًا"، لكن الأسماء المذكورة هي 14 فقط. فهل يشمل العد الأب أو الأم؟
### هل تُحتسب زلفة أو يعقوب ضمن العدد؟
العبارة تقول: "فولدت هؤلاء ليعقوب"، ولا يُفهم منها لغويًا أن يعقوب أو زلفة من ضمن من وُلدوا. في الأسلوب التوراتي المعتاد، يتم عد الأبناء والأحفاد فقط، دون الأبوين.
في نفس السياق، يقول عن ليئة:
> "هؤلاء بنو ليئة... جميع نفوس بنيه وبناته ثلاث وثلاثون."
* ولم يُدرج يعقوب ضمن هذا العدد، رغم أنه والدهم.
### هل هناك أسماء ناقصة؟
الاحتمال الأقوى أن هناك أسماء سقطت من التقليد النصي، أو أن المحرر أخطأ في العد، أو أن قائمة أخرى أُدرجت لاحقًا دون مراجعة العدد الإجمالي.
### خاتمة
هذا المثال يُضاف إلى قائمة من الأخطاء العددية في سفر التكوين، ما يدعو إلى إعادة قراءة النصوص القديمة بمنهج نقدي، لفهم السياق الأدبي والتقليدي الذي أنتجها. فالغاية من هذه النصوص قد تكون رمزية أو لاهوتية، لكن حين تُعامل كوثائق تاريخية دقيقة، تظهر أمامنا إشكالات لا يمكن إنكارها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
مرحبا بكم