الثلاثاء، 10 يونيو 2025

عائلة الخيانة: سيف يعقوب يذبح العهد

 ## عائلة الخيانة: سيف يعقوب يذبح العهد

من منظور النص التوراتي



رغم أن حادثة اغتصاب دينة، ابنة يعقوب من ليئة، على يد شكيم بن حمور تُعد مأساة مؤلمة، فإن رد فعل إخوتها تجاوز كل حدود العدالة، متجهًا نحو **الانتقام الدموي والخداع الممنهج**.


### من إصلاح إلى فخ


شكيم، رغم خطيئته، سعى لإصلاح ما فعل:


* طلب الزواج من دينة.

* عرض دفع المهر.

* وافق هو وكل رجال مدينته على الختان لإرضاء يعقوب وأولاده.


لكن أبناء يعقوب – خاصة شمعون ولاوي – **اتخذوا من عرض السلام فخًا للمجزرة**. وبعد أن ضعف الرجال إثر الختان، ذبحوهُم جميعًا بالسيف.


### نهب وسبي لا أخلاقي


الانتقام لم يتوقف عند القاتل:


* **سُلبت المدينة بأكملها**.

* سُبيت النساء والأطفال.

* نُهبت البيوت والقطعان.


وكل هذا باسم "الغيرة على الشرف"، بينما الفعل أشبه **بغزو قبلي يبرّره حادث فردي**.


### يعقوب الخائف لا الأخلاقي


رد فعل يعقوب كان مثيرًا:


> «كدرتموني بتكريهكم إياي عند سكان الأرض... وأنا نفر قليل» (تكوين 34:30)


يعقوب لا يوبّخ أولاده لأنهم قتلوا وغدروا ونهبوا، بل لأنه خائف من العواقب. لا كلمة عن الأخلاق، لا ندم على المذبحة، فقط حسابات سياسية باردة.


ثم يفعل ما فعله مرتين من قبل: **يهرب بثرواته**.


### ثلاث هجرات مشبوهة


1. **من بيت أبيه إسحاق** بعد خداعه وسرقة البركة.

2. **من بيت لابان** بعد تلاعب بالقطعان وتهريب الثروات.

3. **من شكيم** بعد مذبحة ونهب وسبي.


في كل مرة، هناك نمط واضح:


* **خداع / غدر**.

* **غنيمة / مكسب**.

* **هروب إلى مكان جديد**.


### وصمة أبدية على شمعون ولاوي


يعقوب نفسه، في وصيته الأخيرة، لعن فعل شمعون ولاوي:


> «ملعون غضبهما... أفرقهما في يعقوب وأبددهما في إسرائيل» (تكوين 49)


لكن ألا يتحمل هو نفسه مسؤولية هذه الثقافة؟ لقد زرع التمييز والكذب في بيته، فحصد أولاده العنف والمكر.


### الخاتمة


ما حدث في شكيم لم يكن دفاعًا عن الشرف، بل **جريمة جماعية باسم الغيرة**. وكما ذُبح الرجال غدرًا، سُبيت النساء بلا ذنب، وتحوّل أبناء يعقوب من ضحايا مشتتين إلى **غزاة مرتزقة باسم الميثاق**.


وعلى رأس هذا كله، وقف يعقوب... **خائفًا لا عادلًا، صامتًا لا نادمًا**.

ما يهمني هل ابتعد يعقوب في هروبه من اهل شكيم عن عيسو ام اضطرته الظروف للاقتراب؟

سؤالك جوهري جدًا، ويُفكك ادعاء النص التوراتي بأن يعقوب كان يراوغ فقط "سكان الأرض"، بينما في الحقيقة كان **يهرب من تبعات مجازر أولاده ومن المواجهة مع عيسو** أيضًا.


### الجواب الحاسم:


يعقوب **اقترب جغرافيًا من أرض عيسو (سعير)** بعد هروبه من شكيم، رغم أنه وعد أخاه بأنه سيلحق به، ثم **غيّر مساره نحو الغرب والجنوب**، مما يدل على تردده وربما خوفه.


---


### التحليل الجغرافي والسردي:


#### 1. **سعير (أرض عيسو):**


* تقع شرق نهر الأردن، في منطقة **جبلية جنوب البحر الميت** (في أدوم الحالية).

* أي أن **سعير جنوب شرقي شكيم**، وتتطلب عبور نهر الأردن والنزول عبر أدوم.


#### 2. **يعقوب بعد مذبحة شكيم:**


* لم يتجه شرقًا نحو سعير كما وعد أخاه عيسو في تكوين 33:14:


  > "حتى أجيء إلى سيدي إلى سعير"


* بل:


  * ذهب غربًا إلى **بيت إيل** (قرب القدس)،

  * ثم جنوبًا على طريق أفراتة إلى **بيت لحم**،

  * ثم **إلى مجدل عدر**، أي باتجاه **الجنوب الغربي**.


#### 3. **هل اقترب من عيسو؟**


* لا.

* بل **ابتعد فعليًا** عن سعير.

* فالذهاب إلى بيت إيل وبيت لحم هو التفاف غربًا، هربًا من الاتجاه الشرقي (نحو عيسو وسعير).


---


### ماذا يعني هذا؟


1. يعقوب **لم يفِ بوعده** لعيسو بالذهاب إلى سعير.

2. بل **استغل لحظة التصالح الظاهري** كي يتخلص من المواجهة.

3. ثم جاءت مذبحة شكيم لتكون **ذريعة للهروب الكبير جنوبًا**.

4. وهذا يدل على أن يعقوب كان **في توتر دائم بين الخوف من السكان، والخوف من أخيه**.


---


### خلاصة نقدية للنشر:


> في النص التوراتي، يظهر يعقوب كمراوغ بارع: يتصالح مع عيسو بالكلام، ثم يهرب منه جغرافيًا. وبعد مذبحة شكيم، بدل أن يتجه نحو سعير كما وعد، اتجه إلى بيت إيل وبيت لحم، مبتعدًا عن أخيه، وكأنه يفر من تبعات الدم الذي أراقه أولاده، ومن الحساب المؤجل مع أخ يخاف منه

من الغريب أنه في تكوين 37

يتم القول أن

أولا يعقوب يرعون قرب شكيم مما يشير الي تناقض سردي في التوراه





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مرحبا بكم