الثلاثاء، 3 يونيو 2025

عائلة الخداع

 

بالطبع، إليك النص الموحد بعنوان:


---


## **يعقوب وراحيل: الخديعة المتبادلة والإدانة الصريحة**


### *فصل من فصول "عائلة الخداع" في بيت يعقوب*


حين فرّ يعقوب من وجه أخيه عيسو بعد أن انتزع منه البركة بالخداع، ظن أنه ذاهب إلى برّ أمانٍ في بيت خاله لابان، لكنه لم يكن يعلم أن في حاران تنتظره **خدعة أكبر... وعقاب على الخداع ذاته.**


### **خدعة الخال... ومكر التلميذ**


لابان لم يكن غريبًا عن الحيلة، فقد خدع يعقوب بتزويجه ليئة بدل راحيل بعد سبع سنوات من الخدمة، ثم ألزمه بسبع أخرى. ولم يحتج الأمر إلى أكثر من جملة بسيطة:


> "في مكاننا لا تُزوّج الصغرى قبل الكبرى."


وهكذا بدأت دورة جديدة من الخداع. لكن يعقوب لم يبقَ الضحية. بعد سنوات من الخدمة والإنجاب، طلب الاستقلال. اتفق مع خاله على أن يأخذ من الماشية كل ما هو **رقط وأبلق**، وترك الباقي للابان.


هنا بدأ المكر. استغل يعقوب تصورات زمنه عن التناسل، ووضع أغصانًا مشقوقة أمام الغنم في موسم التزاوج، حتى صار نسلها أغلبه من الرقطاء، أي له، فصار ثريًا، **واغتنى على حساب خاله.**


لكن القصة لم تنتهِ هنا.


---


### **الإدانة الصريحة: يعقوب وراحيل**


حين قرر يعقوب الهرب، ظن أن بإمكانه الإفلات. لكن التوراة **لا تسكت، بل تدينه بوضوح**:


> **"وَخَدَعَ يَعْقُوبُ قَلْبَ لابَانَ الأَرَامِيِّ، إِذْ لَمْ يُخْبِرْهُ بِأَنَّهُ هَارِبٌ."** (تكوين 31:20)


الخداع هنا ليس مجرد هرب صامت، بل **"خداع قلب"**، أي خيانة للثقة والمشاعر.

خاله الذي عاش معه عشرين عامًا، صار ضحية أخرى في سلسلة طويلة من الحيل اليعقوبية.


لكن ما فعله يعقوب لا يُقارن بما فعلته زوجته المحبوبة **راحيل**، حين:


> **"سَرَقَتْ رَاحِيلُ أَصْنَامَ أَبِيهَا."** (تكوين 31:19)


سرقة الأصنام ليست فقط خرقًا لحرمة البيت الأبوي، بل **فعلًا غامضًا ومشبوهًا** — دينيًا وأخلاقيًا.

والأسوأ، أنها **كذبت** لاحقًا حين بحث عنها أبوها، وقالت:


> "لا أقدر أن أقوم لأن عليّ عادة النساء"،

> وهي في الحقيقة جالسة على الأصنام تخفيها.


**راحت تجمع بين السرقة والكذب والتدنيس.**


---


### **خدعة الخداع: دورة لا تنتهي**


يعقوب وراحيل هنا يمثلان **نقطة انكسار أخلاقي صريحة في بيت البطريرك**:


* هو يخدع خاله.

* هي تسرق وتكذب.

* والتوراة لا تغفر، بل **تسجل ذلك بلا رتوش.**


هذه لحظة نادرة في النص المقدس، حيث **الآباء المؤسسون** لا يُقدَّمون كقديسين، بل كأناس معيبين، **تاريخهم ملوث بالخداع والغش**.


---


### **من هذا البيت... سينشأ إسرائيل؟**


بيت يُبنى على حيلة، يخدع فيه الابن أباه، ويخدع الحفيد جده، وتخدع الزوجة أباها...

هل يُنتظر منه شعب صادق؟

أم أن النص يريد أن يقول:


> **"هكذا يبدأ التاريخ البشري... بالضعف، بالتناقض، بالمكر، ثم بالصراع والتطهر."**


---


### **نهاية الفصل... وبداية الغليان**


قصة يعقوب وراحيل هنا لا تُغلق، بل تفتح الباب لفصول لاحقة من الخداع:

حين **يُخدع يعقوب نفسه** على يد أبنائه،

ويُلقى يوسف،

وتدور العجلة من جديد.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مرحبا بكم