قصة بقلم محمد عيسي
الجدار و القرود
الي من يجد هذه الرسالة….واتمني أن يجدها أحد…
وهل من أحد خارج ذلك الجدار….؟
أظن ذلك فهناك سماء أو هي قطعة منها تغطي الجدار الدائري
نري من أسفل عبر بصيص الضوء الذي يصل قطعة سماء زرقاء وأحياناً تغطيها سحب بيضاء حرة الحركة أنها تذهب يمينا وشمالاً تحت السماء
إذا هناك أرض أخري خارج هذا الجدار السميك جدا
دعنا ننزل الي الأرض…
ارض واسعة لكنها تضيق بمن فيها…. بها أشجار ذات طول عجيب قد تصل لنهاية الجدار تثمر خلال العام ثمار عجيبة الالوان والاشكال والأحجام..
اعلي الجدار توجد نوافذ تمتد داخله لمسافات طويلة مجهولة...اعلم ذلك..
إنها القرود الزرقاء من قالت لي ذلك….
فعندما تثمر الأشجار العالية تخرج القرود الزرقاء من النوافذ السفلية آلاف منهم من كل نافذة فيقطفون الثمار الناضجة ...وخلال عملهم تتساقط ثمار غير ناضجة وثمار عفنة ويتسابق عليها الناس مهللين فرحين ...لأنهم ينتظرون الحصاد علي كثرته لينالوا المتساقط منه فهو أفضل
من طعام وشراب آخر يتساقط علينا من خلال فتحات الجدار متوفر دائما ولا ينقطع وهو أمر غريب حقا ….ولكننا لا نفضله لأنه كريه الرائحة والطعم
ولكننا اعتدنا عليه….ويقولون لنا في رسائلهم أنه صحي جدا….وان الخبراء
اجمعوا علي ذلك.
النوافذ العلوية بها فتحات ضيقة يروي عن البعض أنه رأي قرود حمراء تطل منها بشكل سريع ومفاجيء….
وينكر البعض هذا ...مدعيا أنها أساطير وخرافات….
أن حدود الوطن عالية ….حاول البعض تسلق الجدار ولكنهم لم يعودوا لكي يقولوا لنا هل تركتهم ام قبضت عليهم القرود؟ ام تم تجاوز الجدار لعالم آخر...؟ أنه المجهول
كان الحائط في الماضي حائط نظيف أملس كما يروي الاجداد …
واليوم مليء بالشقوق العميقة المظلمة التي حاول البعض استكشاف ما ورائها
ولكنه لا يعود أيضا….
أما الناس فهي راضية بمخالفات القرود ... ومعظمهم لا يلقي للجدار ولا الأشجار بالا الا وقت الحصاد……
والناس علي تباين كبير من حيث الشكل
وعلي تباين كبير من حيث الإعاقة والمرض …. فإذا رأيت الخرس استكترت العدد
واذا رأيت العميان كذلك….والمجانين و اصحاب الأمراض النفسية والعقلية
كذلك
واصحاب الأمراض المزمنة والمستعصية كذلك…
انظر الي جماجم هؤلاء منبعجعة للخلف أو منبعجعة للامام أو قائمة
أما الفم فهو فتحة يجب أن تغلق لأن عند فتحه ستري وتسمع ما تكره
والجسم أما منبعج من الأمام أو الخلف
والأطراف أما مبتورة أو أصابها الاعوجاج
بحيث يمشي الناس كالزومبي….
كل هذا حصاد الفقر و الجهل والمرض.
اختل التوازن الاجتماعي نساء ذوات دخل مادي ورجال معدمون
كبار السن ميسوري الحال
وشباب لا يجد القليل
تبحث النساء والرجال لشراء الشباب واستغلال حاجتهم
شاهد هذا الرجل ...شوارب ضخمة تناسب جسده الضخم كان صاحب تجارة كبري ...كان يجلس أمام تجارته بعظمة ..واضعا ساق علي ساق يدخن الأرجيلة...في مشهد مهيب ...وفي أحد الأيام يوجدناه يغلق المحل ..واختفي بعد أن تم ضبط زوجته مع آخر... والآن تراه في هذا الجلباب الرث يهيم علي وجهه…
شاهد الرجل الذي يجلس علي الرصيف ذو الوجه الاصفر البني متهالك الجسد الذي ينظر فقط بنصف عين تعاني من المياه البيضاء…
أنه يريد عروسة شابة وقد قارب التسعين…
ولكن العرض كثير ولكن أولاده هم من يقفون ضده من أجل نقوده وشفته.
أما عم داوود هذا الرجل
فهو متمكن تجاوز الآن 75 عام وكل عامين أو ثلاثة يذهب الي الأرياف ويعود بزوجة من ذوات الخمس وعشرون عاماً….
وهن ام يدركهن الموت أو يهربن منه لبخله الشديد…
ولا انسي عم السمين ..ايوه اسمه كده فقد كان يشبه بقرة فريزيان بجسده السمين الأحمر ….المبيض...الضخم .وبعد موت زوجته سعي للزواج لتنال زوجته ميراثه بعد شهر فقط
وفعلت النساء مثل ما يفعل الرجال . .يستغلون القوانين ثم يستغلون الشباب من أجل اشباع رغباتهن المنحرفة
وبذلك سعي الجميع للفساد والحرام
فقد جري أفسادهم عبر أجيال
وكانوا اعداء لكل ما هو نظيف وطاهر
انتشرت الجرائم.بكل أنواعها
جرائم جديدة وفظيعة وبشعة ..
لكن في أحد الأيام كان طفل رضيع يحبو نحو شق وتبعه عدة اطفال للبحث عنه . واذا الشق ينهار ويظهر ضوء من بعيد ضوء الحرية. والوطن الجديد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
مرحبا بكم