نسبه
**لوط في التوراة: صمت يثير الصدمة أكثر من خطيئة قومه**
## 🎧 مقدمة سردية:
"في أعماق الرواية التوراتية، تخبو قصة لوط سريعًا بعد هلاك سدوم. لكن المفارقة أن أكثر مشاهدها فظاعة... لم تأت من قومه، بل منه هو. من كهف بعيد، وخمرٍ مسكوب، وبناتٍ خائفات… ونتيجة هي زنا محارم لا يُدان."
## 🧩 محتوى مختصر وتحليلي:
🔹 **لوط كان مرافقًا لإبراهيم في أول هجرتين فقط**، ثم غاب عن رحلاته الكبرى.
🔹 اختار سدوم، ثم عرض ابنتيه لقوم المدينة حمايةً لضيفيه، في مفارقة أخلاقية غريبة.
🔹 بعد الهلاك، لم تذهب ابنتاه إلى مدينة مأهولة رغم قربها، بل اختارتا الكهف، وتحججتا بعدم وجود رجال.
🔹 **سقتا والدهما الخمر، فزنا به مرتين، وولد منهما شعبان**… دون أن يُبدي لوط أي ندم أو حتى استغراب.
## ❗ مفارقة مذهلة:
| الجريمة | العقوبة |
| --------------------------- | ------------------------- |
| قوم لوط: نية اغتصاب الضيوف | نار وكبريت من السماء |
| لوط: زنا محارم مزدوج وإنجاب | لا لوم، لا توبيخ، لا عقاب |
🔎 من زاوية علمية وأخلاقية، من الصعب تصديق أن رجلًا ناضجًا يشرب ويسقط في العلاقة مرتين دون وعي كامل، خاصة في سن الخمسين أو أكثر.
## 🛑 خلاصة:
قصة لوط في التوراة **مبتورة**، صمته صادم، ورد فعله غائب، وكأن الرواية تم قطعها سريعًا... لتترك قارئها حائرًا:
هل هذا نبي؟ هل هذه خطيئة؟ ولماذا لم يُحاسب؟
عنوان المقال: لوط في الرواية التوراتية: بين التناقض الأخلاقي والإهمال السردي
في سياق سرد التوراة لحياة البطريرك إبراهيم، يظهر لوط كشخصية ثانوية، تُستدعى في لحظات معينة، ثم تُهمل أو تُعرض بشكل يثير التساؤل. وإذا كان قوم لوط قد ارتبطوا في الوعي الديني بخطيئة الشذوذ والعقوبة الإلهية، فإن ما ورد عن لوط نفسه من أفعال – خاصة في قصة مضاجعة ابنتيه – يبدو أكثر فظاعة من الناحية الأخلاقية، بل يتحدى المنطق الإنساني والبيولوجي.
## لوط والرحلة مع إبراهيم
لوط هو ابن هاران، شقيق إبراهيم، وقد رافق عمه في في اربع هجرات: من أور إلى حاران، ثم من حاران إلى كنعان (تكوين 11-12).ثم الي مصر والعوده.الا ان دوره منعدم في كل الهجرات
## حادثة سدوم: التناقض بين العرض والواقع
حين استُضيف لوط من قبل الملاكين، هاج القوم يطلبونهم للفعل الشائن، فما كان من لوط إلا أن عرض عليهم ابنتيه قائلاً: "ها هما ابنتاي، لم تعرفا رجلاً، افعلوا بهما ما يحسن في عيونكم" (تكوين 19:8). هذا العرض الصادم يُفترض أنه محاولة لحماية ضيوفه، لكنه يكشف عن خلل أخلاقي عميق، إذ يُعرض عرضًا جنسيًا واضحًا لابنتين قاصرتين لحشد غوغائي.
## زنا المحارم: الفعل الذي فاق خطيئة قومه
بعد تدمير سدوم وعمورة، لجأ لوط إلى مغارة مع ابنتيه، حيث سقتاه خمرًا في ليلتين متتاليتين، وجامعتاه "دون أن يعلم باضطجاعهما ولا بقيامهما". والنتيجة: أنجبت الكبرى موآب، والصغرى بن عمي، وكانا أصل شعبين لاحقين.
من وجهة نظر علمية وبيولوجية، من غير المعقول أن يقع مثل هذا الفعل – الانتصاب والقذف – مرتين، من رجل في الخمسين أو الستين من عمره، تحت تأثير الخمر، دون أن يدرك شيئًا. بل يُحتمل أنه كان في وعي جزئي أو أن العبارة "لم يعلم" تعبّر عن إنكار لاحق أو تبرير أدبي لحفظ مكانته.
## المفارقة الأخلاقية
* قوم لوط نُسبت إليهم نية الفعل الشائن مع ضيوف لوط، وعوقبوا بالإبادة.
* أما لوط فقام بالفعل الفاحش مرتين، ومع ابنتيه، دون أن تُذكر أية عقوبة أو حتى ملامة إلهية له.
بل والأسوأ، أن الابنتين بررتا فعلهما بالخوف من انقراض النسل، رغم أنهما كانتا في مكان قريب من قرى عامرة (صوغر)، حيث يوجد رجال، ولم تكونا مسنّتين. كما أن لوط نفسه، بصفته الناجي الوحيد من أسرة محترمة، كان بإمكانه أن يتزوج كما فعل إبراهيم لاحقًا، الذي تزوّج قطورة وأنجب، رغم تقدمه في العمر.
## السرد المبتور والميل نحو إبراهيم
يلاحظ القارئ أن القصة تتوقف هنا. لا نرى مشاعر لوط، لا رد فعله حين علم بالحمل، لا حزن، لا غضب، لا ندم. وكأن السرد توقف عمدًا ليُطوى ملفه. في المقابل، تستمر الرواية مع إبراهيم، ويتابع القارئ زواجه الثاني، ووفاة سارة، ودفنها بتفاصيل دقيقة.
وهكذا يبدو أن قصة لوط قُدمت كنموذج للانحدار، لا كشخصية روحية مستقلة. فوجوده السردي كان وظيفيًا فقط: شاهدًا على خراب سدوم، ثم يختفي.
## خاتمة
إن التوراة – من خلال روايتها لقصة لوط – تفتح المجال لتحليل أخلاقي وإنساني عميق. فبينما تُدين قوم لوط، فإنها تسكت عن جريمة أعظم: زنا المحارم، التي تمّت برضى، أو على الأقل بصمت، وتُركت دون تبعات. وإذا كان لوط قد فُصل عن إبراهيم سرديًا، فإن ذلك يبدو لصالح تلميع سيرة الأخير. أما من حيث المعايير الأخلاقية، فربما ما فعله لوط أقسى من خطيئة قومه أنفسهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
مرحبا بكم