### **العنوان: إسماعيل بن إبراهيم: المولود البكر والابن المنسيّ**
---
**الميلاد في قلب نزاع داخلي**
إسماعيل، الابن البكر لإبراهيم، وُلد في لحظة يأسٍ عائليّ وتعقيد روحيّ. بحسب سفر التكوين (تكوين 16)، كان إبراهيم في **الـ86 من عمره** حين وُلد له إسماعيل من الجارية المصرية **هاجر**، التي أعطتها له زوجته **سارة** بعدما تأخر بها الحمل.
وبما أن سارة كانت أصغر من إبراهيم بعشر سنوات (تكوين 17: 17)، فهذا يعني أنها كانت في **الـ76 من عمرها** حين قررت أن تزوّج جاريتها لزوجها.
لكن ما بدأ كحل عمليّ، سرعان ما انقلب إلى توتر داخليّ. فحين حملت هاجر، **احتقرت سارة في عينيها**. وبدلًا من أن يُنصف إبراهيم أم ولده، نراه يُسلّمها لسارة قائلاً:
> "هوذا جاريتك في يدك، افعلي بها ما يحسن في عينيك" (تكوين 16: 6)،
> **أي أن إبراهيم أعطى الضوء الأخضر لسارة كي تُذل هاجر.**
> فهربت الأخيرة إلى البرية، حيث التقت بملاك الرب، الذي بشرها بولادة ابن تسميه إسماعيل، لأنه "قد سمع الرب لمذلتك".
---
### **سنوات من الظلال: من الوعد إلى الإبعاد**
عاش إسماعيل 13 عامًا كابن وحيد لإبراهيم، بل يُفهم ضمنًا أنه كان يُعِدّه وريثًا له. لكن في تكوين 17، وبينما كان إبراهيم في الـ99 من عمره، يظهر الله ليجدد وعده ويُعلن ولادة إسحاق من سارة.
يطلب إبراهيم من الله أن يُبارك إسماعيل:
> "ليت إسماعيل يعيش أمامك!"
> فيرد الرب:
> "أما إسماعيل فقد سمعت لك فيه. ها أنا أباركه، وأثمره، وأكثره كثيرًا جدًا... ولكنه يقيم عهده مع إسحاق".
الرسالة كانت واضحة: إسماعيل ليس هو حامل العهد.
---
### **الطرد تحت غطاء الوعد**
في **تكوين 21**، وبعد ولادة إسحاق، تقيم سارة وليمة لفطامه. ترى سارة إسماعيل "يمزح"، فتطلب من إبراهيم أن **يطرد الجارية وابنها**، قائلة:
> "لأن ابن هذه الجارية لا يرث مع ابني إسحاق".
> ويوافق إبراهيم بعد أن يُطمئنه الرب بأن إسماعيل سيكون بدوره أمة عظيمة.
> لكن المشهد قاسٍ:
> يُعطي إبراهيم هاجر خبزًا وقربة ماء، ويصرفها مع ابنها إلى برية بئر سبع.
وهناك، تضع هاجر الغلام تحت شجرة وتمضي عنه مسافة، لأنها لا تحتمل رؤيته يموت عطشًا. لكنها تُسمع صوت الملاك، ويُفتح لها بئر ماء، ويُطمئنها الرب من جديد:
> "قومي احملي الغلام، وشدي يدك به، لأني سأجعله أمة عظيمة".
كانت هذه الاحداث عند عين ماء سميت «بئر لحي رئي».بين قادش وبارد ت16
والتي سكن بها اسحاق فيما بعد ت24
### **الختام الحزين: الظهور الأخير**
بعد هذا الفصل القاسي، يُسدل الستار على حياة إسماعيل تدريجيًا، لكنه يظهر في مشهد صامت في **تكوين 25: 9**، حين يعود مع إسحاق لدفن والدهما إبراهيم في مغارة المكفيلة.
كان إسماعيل حينها قد تزوّج مصرية، وسكن في برية فاران، وأنجب اثني عشر رئيسًا، تمامًا كما وعده الرب، ثم مات عن **137 عامًا**، ودُفن "في حضن قومه".
وتوفي بعد ابراهيم ب 48 عام ت 25
---
### **القرآن والتوراة: الفرق بين الرحمة والخذلان**
في الرواية التوراتية، يبدو إسماعيل **منبوذًا تدريجيًا**: من الابن الوحيد إلى الابن المطَرود.
بينما في القرآن، يحتفظ إسماعيل بمكانة رفيعة، ويُذكر كـشريك في بناء الكعبة، وكابن بارّ بأبيه، لم يُهمَّش، ولم يُقصَ من البركة، بل اعتُبر نبيًا ورسولًا.
التوراة قدّمت مشهدًا دراميًا محفوفًا بالصراع الأسري، حيث **تتسبب مشاعر الغيرة والتمييز في ظلمٍ مزدوجٍ لهاجر وإسماعيل**، بينما **القرآن رسم مشهدًا لرحمة الله وإنصافه، حتى للمنسيين.**
---
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
مرحبا بكم