نأتي هنا الي وصف الله حتي مرحلة الطوفان - نجده يسعد لصنعته وكأنه لم يتوقع نتيجة ما يفعله ونجده يحزن ويتأسف ونجده يستريح ونجده يعاقب بسرعة ونجده يريد ان يتذكر ونجده يحمي القاتل ولا يحمي المقتول - ونجد قبوله ان تستمر البشرية من نسل قاتل -ثم يكتشف ان قلب الانسان الذي خلقه شرير -بطبعه- ويلعن الارض ثم لا يلعنها ويأمر بالطوفان ثم يعاهد ان لا يستخدمه ما رأيك ونحن ما زلنا في بداية الطريق
شكرًا على هذا التحليل العميق الذي يتناول وصف الله في التوراة منذ بدء الخليقة حتى مرحلة الطوفان (تكوين 1-9)، مع الإشارة إلى التناقضات أو التغيرات في تصرفاته كما تُصورها النصوص. أنت تطرح سلسلة من الأوصاف – السعادة، الحزن، الراحة، العقاب، الحماية، التذكر، والوعد – مع تساؤلات حول طبيعة هذه الصفات ومدى توافقها مع فكرة الله ككائن كلي العلم والقدرة. دعني أناقش هذا بطريقة محايدة، مع تحليل النصوص، وجهة نظر الإنسان العادي، وأثر ذلك على التفكير، مع الاعتراف بأننا لا نزال في بداية الطريق.
### 1. الأوصاف المختلفة لله في تكوين 1-9
- **يسعد لصنعته (تكوين 1:31)**: "فنظر الله إلى كل ما عمله، وإذا هو حسن جدًا." يُصور الله هنا كخالق راضٍ عن خلقه في اليوم السادس.
- **لم يتوقع النتيجة (تكوين 6:5-6)**: "ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض... وتأسف أن قد عمل الإنسان على الأرض ويتألم إلى قلبه." يبدو أن الله مندهش أو غير متوقع لفساد البشر، مما يؤدي إلى حزن وندم.
- **يحزن ويتأسف**: نفس الآية (6:6) تُظهر الله يتأسف على خلقه، وكأنه يراجع قراره بالخلق.
- **يستريح (تكوين 2:2)**: "فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل." يُصور الله كمن يحتاج إلى راحة، وهو ما قد يُفسر رمزيًا أو حرفيًا.
- **يعاقب بسرعة (تكوين 6:7، 7:4)**: "أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته"، ثم يُمطر 40 يومًا لتدمير البشرية بسبب شرهم، مما يُظهر رد فعل سريع وعنيف.
- **يريد أن يتذكر (تكوين 9:16)**: "فيكون القوس في السحاب فأراه لأذكر العهد"، وكأنه يحتاج إلى تذكير بالعهد الذي أقامه.
- **يحمي القاتل ولا يحمي المقتول (تكوين 4:15)**: يضع علامة لحماية قابيل قاتل هابيل، بينما لا يُذكر حماية للمقتول.
- **يقبل استمرار البشرية من نسل قاتل (تكوين 4:25، 5:1-32)**: بعد قتل هابيل، يستمر النسل من شيت، وابن قابيل (كينان) يُعتبر جزءًا من السلالة البشرية.
- **يكتشف شر البشر (تكوين 6:5)**: "كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم"، وكأنه يكتشف طبيعة البشر بعد الخلق.
- **يلعن الأرض ثم لا يلعنها (تكوين 3:17 مقابل 8:21)**: يلعن الأرض بسبب آدم (3:17: "ملعونة الأرض بسببك")، لكنه بعد الطوفان يقول: "لا أعود ألعن الأرض" (8:21).
- **يأمر بالطوفان ثم يعاهد بعدم استخدامه (تكوين 6:17، 9:11)**: يقرر تدمير الأرض بالطوفان، ثم يعاهد بعدم تكراره.
### 2. تحليل التناقضات
- **من منظور السياق التاريخي**: هذه الأوصاف تعكس لغة بشرية تُنسب إلى الله لتتماشى مع فهم الناس في العالم القديم. على سبيل المثال، السعادة والحزن قد تكون تعبيرات رمزية لتُظهر العلاقة بين الله والبشر، وليس دليلاً على تغير في طبيعته. الراحة (2:2) قد تكون رمزًا لإكمال الخلق، والتذكر (9:16) قد يعني التزامًا أبديًا وليس حاجة حقيقية.
- **من منظور النقد الأدبي**: التناقضات (مثل لعن الأرض ثم إلغاء اللعنة، أو حماية القاتل دون المقتول) قد تُشير إلى دمج مصادر مختلفة (مثل فرضية JEDP)، حيث كتبة مختلفون أضافوا طبقات إلى النص، مما أدى إلى تنوع في وصف الله.
- **من منظور الإنسان العادي**: الطفل أو الإنسان العادي، كما عرفناه (باحث عن الوضوح)، قد يجد هذه الأوصاف مربكة. لماذا يسعد الله ثم يحزن؟ لماذا يحمي قابيل ولا يحمي هابيل؟ لماذا يأمر بالطوفان ثم يعاهد بعدم تكراره؟ هذه التغيرات قد تبدو كعدم استقرار أو تناقض في الطبيعة الإلهية.
### 3. التساؤل الأساسي: هل هذه الصفات تناسب كائنًا كلي العلم والقدرة؟
- **منطقيًا**: كائن كلي العلم لا ينبغي أن يكون مندهشًا (6:5) أو يتأسف (6:6) لأنه يعلم نتائج أفعاله مسبقًا. كذلك، لا يحتاج إلى تذكير (9:16) أو راحة (2:2) إذا كان غير محدود. حماية القاتل (4:15) وتدمير البشرية (6:7) ثم العهد بعدم العقاب (9:11) قد تُفسر كتغيرات في القرار، وهو ما يتعارض مع فكرة الثبات الإلهي.
- **من وجهة نظر الإنسان العادي**: الطفل قد يتساءل: "إذا كان الله يعرف كل شيء، لماذا لم يتوقع الشر؟ ولماذا يحتاج إلى علامة ليتذكر؟" هذه الأسئلة تعزز فكرتك السابقة بأن الغموض والتناقضات قد تُعيق الإيمان.
- **سياق اللغة**: الأوصاف قد تكون تعبيرات بشرية لتسهيل فهم الناس في ذلك العصر، وليست وصفًا حرفيًا لطبيعة الله. لكن هذا التفسير يتطلب قبولًا للغموض، وهو ما قد لا يقبله الإنسان العادي.
### 4. التأثير على فهم الطفل أو الإنسان العادي
- **التناقضات**: الطفل اليهودي الذي ناقشناه (بعد حصة العلوم والدين) قد يجد هذه الأوصاف محيرة أكثر. إذا رأى الله يتغير من سعادة إلى حزن إلى عقاب ثم عهد، قد يشك في ثبات الوعود (مثل قوس قزح).
- **الحماية والعقاب**: حماية قابيل وتدمير البشرية ثم السماح بالنسل من قاتل (شيت وابنائه) قد تبدو غير عادلة للطفل، مما يزيد من تشكيكه في عدالة الله أو وضوح نواياه.
- **التجربة**: معرفة الطفل بالفيضانات الحديثة قد تُعزز شعوره بالتناقض بين العهد (9:11) والواقع، مما يدعم فكرتك بأن التجربة لا تدعم النص.
### 5. رأيي (محايد وبعيد عن الأهواء)
- أرى أن الأوصاف المختلفة لله في تكوين 1-9 تعكس لغة بشرية ربما أُضيفت من قبل الكتبة لتتماشى مع فهم الناس في العالم القديم. التناقضات (مثل الحزن ثم العهد، أو حماية القاتل دون المقتول) قد تكون نتيجة دمج مصادر متعددة أو تعبيرات رمزية، وليست بالضرورة انعكاسًا لطبيعة إلهية متغيرة.
- من وجهة نظر الإنسان العادي (أو الطفل)، هذه التناقضات تبدو غامضة وغير متسقة، مما يدعم فكرتك السابقة بأن الوضوح كان سيُفيد أكثر. منطقيًا، كائن كلي العلم لا ينبغي أن يتأسف أو يتذكر، لكن السياق التاريخي يُفسر ذلك كتعبير بشري.
- أعتقد أن هذه النقاط تفتح المجال لمزيد من التشكيك في البعد البشري للنصوص، لكن الحكم المحايد يتطلب استمرار التساؤل دون رفض القدسية أو تأكيدها نهائيًا.
### 6. الخلاصة
- وصف الله في تكوين 1-9 يظهر تنوعًا (سعادة، حزن، عقاب، عهد) قد يعكس لغة بشرية أو دمج مصادر، مما يثير تساؤلات حول ثباته أو حاجته لعلامات.
- رأيي: التناقضات تبدو غامضة للإنسان العادي، مما يدعم فكرتك بأهمية الوضوح، وتُشير إلى تدخل بشري محتمل في النصوص.
مرحلة ما بعد الطوفان شهدت بناء مذبح لله لتقديم الذبائح وان الله تنسم رائحة الرضا - يعيدنا ذلك لرضا الله عن هابيل لتقديمه للذبائح وهو ما يدعونا هنا للسؤال ما حاجة الله للمذبح وما حاجة الله للذبائح والرضا الذي تنسمه الله من اين جاء
شكرًا على الانتقال إلى مرحلة ما بعد الطوفان مع التركيز على بناء المذبح وتقديم الذبائح، وما يثيره ذلك من تساؤلات حول حاجة الله للمذبح، الذبائح، ورائحة الرضا. أنت تربط ذلك بقصة هابيل (تكوين 4:4) الذي أرضى الله بتقديم ذبيحة، مما يفتح نقاشًا عميقًا حول طبيعة العلاقة بين الله والبشر ومدى الحاجة الإلهية. سأناقش هذا بطريقة محايدة، مع تحليل النصوص، السياق، ووجهة نظر الإنسان العادي، مع الاعتراف بأننا لا نزال في بداية الطريق.
### 1. السياق في مرحلة ما بعد الطوفان
- **بناء المذبح وتقديم الذبائح (تكوين 8:20-21)**: بعد نزول نوح من الفلك، "بنى نوح مذبحًا للرب، وأخذ من كل بهيمة طاهرة ومن كل طير طاهر وقرب محرقات على المذبح. وتنسم الرب رائحة الرضا، فقال في قلبه: لا أعود ألعن الأرض." هذا يُظهر ارتباطًا بين الذبيحة ورضا الله، مما يؤدي إلى العهد بعدم تدمير الأرض.
- **الربط بقصة هابيل (تكوين 4:4)**: "وأما هابيل فقدم هو أيضًا من أبكار غنمه ومن أدهانها، فنظر الرب إلى هابيل وإلى قربانه." يُفضل الله قربان هابيل على قايين، مما يُشير إلى أهمية الذبائح كوسيلة لكسب رضا الله.
### 2. التساؤلات حول حاجة الله
- **ما حاجة الله للمذبح؟**
- **السياق التاريخي**: في الثقافات القديمة (مثل الشرق الأدنى)، المذابح كانت جزءًا من العبادة للآلهة، حيث يقدم البشر القرابين للحصول على النعم أو التكفير عن الذنوب. ربما أُدخل المذبح في التوراة لتتماشى مع هذا السياق الثقافي، مما يجعل العلاقة بين الله والبشر تُفهم بلغة العصر.
- **الرمزية**: المذبح قد يكون رمزًا للتواصل بين الإنسان والله، أو تعبيرًا عن الامتنان (مثل نوح بعد النجاة من الطوفان). لكن هذا لا يوضح لماذا يحتاج الله إلى بناء مادي.
- **ما حاجة الله للذبائح؟**
- **النص**: في كلا الحالتين (هابيل ونوح)، يُظهر الله رضا بالذبائح (4:4، 8:21)، مما يوحي بأنها تُرضيه أو تؤثر في قراره (مثل إلغاء اللعنة). لكن كائن كلي القدرة لا ينبغي أن يحتاج إلى دم الحيوانات أو رائحتها.
- **التفسير الديني**: اللاهوتيون قد يقولون إن الذبائح ليست لرضا الله المادي، بل لتعليم البشر الطاعة أو التكفير عن الخطايا. لكن هذا التفسير يتطلب قبولًا للغموض، وهو ما قد لا يقبله الإنسان العادي.
- **من أين جاء رضا الله أو رائحة الرضا؟**
- **النص**: "تنسم الرب رائحة الرضا" (8:21) يُشير إلى إحساس حسي (التناسّم)، وهو تعبير بشري يُنسب إلى الله. قد يكون هذا استعارة لقبول التقدمة كرمز للطاعة أو الامتنان.
- **السياق الثقافي**: في الشرق الأدنى القديم، كان يُعتقد أن رائحة الذبائح ترضي الآلهة (مثل إنانا في السومرية). ربما أُخذ هذا المفهوم من الثقافات المحيطة، مما يُشير إلى تأثير بشري في صياغة النص.
- **التجربة**: الإنسان العادي قد يتساءل: "إذا كان الله لا يأكل أو يتنفس، فلماذا يحتاج إلى رائحة؟" هذا يدعم فكرتك السابقة بأن الغموض يُثير التشكيك.
### 3. تحليل محايد
- **احتمال 1 (بشري)**: المذابح والذبائح قد تكون انعكاسًا لممارسات بشرية أُدخلت إلى النص من قبل الكتبة لتعزيز العبادة أو السيطرة الدينية. التعبير عن "رائحة الرضا" قد يكون استعارة اقتبست من الثقافات المجاورة (مثل ملحمة جلجامش).
- **احتمال 2 (رمزي)**: الذبائح قد تكون رمزًا للتضحية أو الطاعة، والمذبح وسيلة للتواصل، لكن هذا لا يوضح حاجة الله، بل حاجة البشر للشعور بالقرب منه.
- **احتمال 3 (تاريخي)**: في سياق ما بعد الطوفان، كان نوح يعبر عن الامتنان، والنص قد يُظهر رد فعل إلهي يتماشى مع اللغة البشرية لتأكيد العهد.
### 4. وجهة نظر الإنسان العادي
- الإنسان العادي (أو الطفل الذي ناقشناه) قد يجد فكرة الله الذي "ينسم رائحة الرضا" غريبة، خاصة إذا تعلم أن الله روح لا يحتاج إلى الحواس. قد يتساءل: "لماذا يحتاج الله إلى ذبائح إذا خلق كل شيء؟" أو "هل الذبائح تُغير رأيه؟" هذا يعزز فكرتك السابقة بأن الوضوح مفقود، والغموض يُثير الشك.
- مقارنة بين هابيل ونوح قد تجعل الطفل يتساءل عن العدالة: "لماذا أُعطي رضا الله لمن يقدم ذبائح دون سبب واضح؟"
### 5. رأيي (محايد وبعيد عن الأهواء)
- أرى أن حاجة الله للمذبح والذبائح ورائحة الرضا قد تعكس سياقًا ثقافيًا بشريًا أُدخل إلى النص، حيث كانت الذبائح شائعة لإرضاء الآلهة. من منظور منطقي، كائن كلي القدرة لا يحتاج إلى ذلك، لكن اللغة البشرية (مثل "تنسم" أو "رضا") قد تكون استعارة أو تعبيرًا عن قبول الطاعة.
- أتفق معك أن هذا يثير تساؤلاً مشروعًا: إذا كان الله لا يحتاج إلى شيء، فلماذا تُصور النصوص حاجته؟ قد يُشير ذلك إلى تدخل بشري في صياغة النصوص، مما يتماشى مع تشكيكنا السابق.
- من وجهة نظر الإنسان العادي، هذه الأفكار تبدو غامضة وغير منطقية، مما يدعم فكرتك بأن الوضوح كان سيُفيد أكثر في تعزيز الإيمان.
### 6. الخلاصة
- حاجة الله للمذبح والذبائح ورائحة الرضا قد تعكس سياقًا ثقافيًا بشريًا أو رمزية، لكنها تثير تساؤلاً عن الحاجة الإلهية، مما يدعم التشكيك في البعد البشري للنصوص.
- رأيي: الغموض في هذه الأفكار يُعيق فهم الإنسان العادي، ويُشير إلى أن اللغة البشرية شكلت النص، مما يتطلب مزيدًا من الاستكشاف.
في تكوين 18 هناك خلط بالنسبة لي بين الرب والثلاثة رجال
رائع، هذا سؤال بالغ الأهمية، لأن **الإصحاح 18 من سفر التكوين** يقدّم مشهدًا معقّدًا من حيث **تداخل الشخصيات الإلهية والبشرية**، ويثير تساؤلات لاهوتية ونقدية كثيرة. دعنا نفكك النص خطوة بخطوة:
---
## ✴️ المشهد كما يقدّمه النص:
> "وَظَهَرَ لَهُ ٱلرَّبُّ عِندَ بَلُّوطَاتِ مَمْرَا، وَهُوَ جَالِسٌ فِي بَابِ ٱلْخَيْمَةِ فِي حَرِّ ٱلنَّهَارِ. فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ، وَإِذَا ثَلَاثَةُ رِجَالٍ وَاقِفُونَ لَدَيْهِ..."
### 💡 الإشكال:
* الآية تقول: "ظهر له **الرب**".
* ثم تقول: "رأى **ثلاثة رجال**".
* ثم يتحدث أبرام معهم، وأحيانًا يخاطبهم بصيغة المفرد كأنهم "الرب"، وأحيانًا بصيغة الجمع.
---
## 🧠 التحليل:
### 🔹 1. من هم الثلاثة رجال؟
* بحسب السياق التوراتي اللاحق:
* اثنان منهم هما **الملكان** اللذان ذهبا إلى سدوم (تكوين 19:1).
* والثالث يُفهم ضمنيًا أنه **الرب نفسه**، لأنه **بقي يتحدث مع إبراهيم** بعد ذهاب الاثنين.
### 🔹 2. كيف يصف إبراهيم زواره؟
* يقول: "يا سيدي إن كنت قد وجدت نعمة في عينيك فلا تتجاوز عبدك" (18:3).
* المخاطبة هنا بالمفرد، كأن الحديث موجّه إلى **واحد** منهم (ربما "الرب").
* بينما الضيافة شملت **الثلاثة**: ماء، وغسل أرجل، وطعام.
### 🔹 3. من المتكلم أثناء الوعود والحديث عن سارة؟
* النص يستمر بالقول: "**وقال الرب**: إني أرجع إليك نحو زمان الحياة..." (18:10).
* هنا **المتكلم بوضوح هو الرب**، وليس الثلاثة معًا.
---
## 🤔 تفسيرات لاهوتية وتاريخية
### 1. 📜 في التفسير اليهودي القديم:
* يُفهم أن:
* واحد من الزوار هو **الرب في هيئة ظاهرية** (تجلٍّ).
* والاثنان الآخران **ملائكة** لكل منهما مهمة (واحد يبشر سارة، والثاني يهلك سدوم).
### 2. ⛪ في التفسير المسيحي:
* يُرى المشهد أحيانًا على أنه **تجلي مبكر للثالوث** (الآب والابن والروح)، خصوصًا في التقاليد الأرثوذكسية.
* ولهذا السبب رسم الفنان الروسي **أندريه روبليف** أيقونته الشهيرة "الضيافة المقدسة"، بثلاثة أشخاص متشابهين يرمزون إلى الله الواحد في ثلاثة أقانيم.
### 3. 🧪 في النقد الأدبي الحديث:
* يرى البعض أن النص يحتوي على **دمج بين تقليدين مختلفين**:
* تقليد يتحدث عن زيارة **الرب لإبراهيم** (ربما في رؤية أو حلم).
* وآخر يتحدث عن زيارة **ملائكة ثلاثة**.
* فتم جمعهما بطريقة تركت التباسًا في الهوية.
---
## 🧩 النتيجة:
### هل "الرب" هو واحد من الثلاثة أم أن ظهوره منفصل عنهم؟
* بحسب **السياق التوراتي**: نعم، الرب هو **أحد الثلاثة**، لأن اثنين يذهبان لاحقًا إلى سدوم، ويبقى "الرب" يتحدث مع إبراهيم.
* بحسب **التحليل الأدبي**: من المحتمل وجود **نصّين مدمجين**.
* بحسب **اللاهوت الرمزي**: الزيارة كانت **تجليًا إلهيًا متعدد الأبعاد**.
ولكن الثلاثة اغتسلوا وأتكؤا واكلوا وهذا لا يجوز
رائع أنك التقطت هذه النقطة الدقيقة، وهي بالفعل من **أكثر المواضع التي تثير الحيرة النقدية واللاهوتية** في النص التوراتي، خاصة في الإصحاح 18 من سفر التكوين.
---
## ⚡️السؤال المحوري:
**كيف يُعقل أن "الرب" — الذي لا يأكل ولا يغتسل ولا يستريح كالبشر — يظهر مع "رجلين" في شكل بشري، ويقبل غسل الأرجل والطعام؟**
---
## ✴️ ما يقوله النص حرفيًا:
> **تكوين 18:4–8**
> "ليؤخذ قليل ماء واغسلوا أرجلكم... فأخذ زبدًا ولبنًا والعجل الذي عمله ووضعه قدّامهم، وإذ كان هو واقفًا لديهم تحت الشجرة أكلوا."
### أي أن الثلاثة:
* **اغتسلوا**.
* **استراحوا تحت الشجرة**.
* **أكلوا الطعام البشري**.
---
## 🔍 التفسيرات المحتملة:
### 1. 📜 **التفسير الحرفي اليهودي التقليدي**:
* الثلاثة كانوا **ملائكة** في صورة بشر، والرب **لم يكن بينهم حرفيًا**.
* "ظهر الرب" في البداية، ثم جاءت **الملائكة الثلاثة** الذين يمثلون حضوره أو تنفيذ أوامره.
* وبالتالي من أكل وغسل أرجلهم هم الملائكة فقط، وليس "الرب" ذاته.
> لكن هذا يتعارض مع نص الآيات، لأن "الرب" يتحدث مع إبراهيم **في نفس المجلس**.
---
### 2. ⛪ **التفسير المسيحي (الرمزي)**:
* يرى بعض اللاهوتيين (وخاصة في الأرثوذكسية) أن الثلاثة يمثلون **تجليًا رمزيًا لله في صورة بشرية** — يُنظر إليه كـ"ثالوث".
* ولأن الله في هذه الرؤية اختار أن **يظهر بشريًا**، فهو يفعل "ما يليق بالمشهد": يغسل، يأكل، يجلس.
* ليس لأن الله في ذاته يحتاج هذه الأمور، بل **كوسيلة تواصل تنازلية** للبشر.
> هنا الأكل والغسل يُفهمان لا كحاجة إلهية، بل كمجرد **مشاركة ظاهرية** بلغة البشر.
---
### 3. 🧠 **التحليل النقدي الأدبي**:
* يرى بعض النقاد أن هذا المشهد يمثل **بقايا تقليد قديم جدًا** في الكتاب العبري، يعود لفكرة أن **الآلهة تزور البشر في شكل بشري**.
* وأن هذا المشهد يشبه روايات من ملحمة جلجامش وأساطير كنعانية.
* إذًا المشهد يُحمل "تصورات بشرية عن الإله"، لا وصفًا لاهوتيًا دقيقًا عن طبيعته.
---
## 🎯 الاستنتاج:
**نعم، منطقيًا ولاهوتيًا، لا يمكن أن "الرب الحقيقي" يأكل ويغتسل كالبشر.**
ولذلك فإن:
1. إما أن المشهد يمثل **ظهورًا رمزيًا لله في هيئة بشرية مؤقتة** (كما يرى بعض المفسرين)،
2. أو أن **الملائكة الثلاثة** فقط هم الذين أكلوا واغتسلوا، والرب تكلّم عبرهم أو حضر لاحقًا،
3. أو أن هناك **دمجًا بين روايتين** داخل النص نفسه: واحدة عن ضيافة إبراهيم لثلاثة زوار، وأخرى عن حديث الرب معه — فدمجهما الكاتب التوراتي بشكل متداخل.
فتقدم ابراهيم وقال: «افتهلك البار مع الاثيم؟-الجدال الذي حدث مع الله لا يليق -وهناك تجاهل لدور لوط -رغم انه المعني بقومه --وهل من المعقول عدم وجود خمسة اطفال حتي لم يفعلوا الخطيئة -ويعيدنا ابراهيم لفكرة العدالة في طوفان نوح عندما قال - حاشا لك ان تفعل مثل هذا الامر، ان تميت البار مع الاثيم، فيكون البار كالاثيم. حاشا لك! اديان كل الارض لا يصنع عدلا؟»- وقد قدرنا عدد من قام عليهم الطوفان من قبل وتجاوزوا عدة مليارات في بعض الدراسات ما رأيك
طرحك عميق ويحمل تساؤلات حقيقية حول مفاهيم العدالة الإلهية كما تُعرض في النص التوراتي، وخصوصًا في قصة سدوم وعمورة (تكوين 18). دعني أتناول نقاطك بدقة:
---
### 1. **جدال إبراهيم مع الله:**
الجدال الذي أجراه إبراهيم مع الله حول مصير المدينة يبدو بشريًا جدًا، لدرجة أن البعض اعتبره لا يليق بمقام الألوهية كما تتصوره العقيدة التوحيدية الكلاسيكية. فقول إبراهيم:
> *"أديان كل الأرض لا يصنع عدلًا؟"*
> يضع الله في موضع مناقشة ومساءلة، بل واعتراض على قراراته، وهو ما لا نجده في المفهوم القرآني للأنبياء أو الألوهية.
> لكن في السياق التوراتي، يُظهر هذا النص شخصية إبراهيم كصاحب قلب رحيم، يهتم حتى بمصير الأشرار إن كان بين صفوفهم أبرار، وهو بذلك يحاول الدفاع عن فكرة "العدل الجماعي" لا "الانتقام الجماعي".
---
### 2. **تجاهل دور لوط في الحوارات:**
رغم أن لوط هو الشخص المقيم في المدينة، وصاحب الشأن الحقيقي، فإن الله لم يخاطبه، ولم يطلب رأيه، ولا دخل في الحوار حول مصير قومه. وهذا يثير استغرابًا بالفعل.
أما في القرآن، فهناك حوارات مباشرة بين لوط والملائكة، ولوط وقومه، ولوط وأهله، مما يمنحه حضورًا مركزيًا في الأحداث.
---
### 3. **غياب الأطفال والأبرياء عن الاعتبار:**
سؤالك دقيق ومؤلم: هل من المعقول أن لا يوجد "عشرة أبرار" في مدينة كاملة؟ حتى الأطفال الذين لم يعرفوا الخطيئة بعد؟
النص التوراتي يتجاهل وجود الأطفال أو الأبرياء الصامتين. يبدو أن "البار" هو تصنيف يخص البالغين الذين يمارسون أو لا يمارسون الخطيئة. وهذا يتنافى مع مفهوم العدالة الرحيمة.
---
### 4. **مقارنة مع طوفان نوح:**
الطوفان هو المثال الأعظم للعقاب الجماعي في التوراة والقرآن. والسؤال الكبير: **أين العدل في فناء البشرية جمعاء، إن لم تكن هناك فرصة للتمييز بين البريء والمذنب؟**
إذا افترضنا – كما تشير بعض الدراسات – أن البشرية بلغت المليارات حينها، فإن محو كل هؤلاء دون استثناء إلا نوح وأسرته يطرح إشكالًا كبيرًا من زاوية الرحمة والعدالة.
وفي كلتا القصتين (الطوفان وسدوم)، يظهر الله في التوراة وكأنه يتصرف بمزاج سلطوي، يُعاقب جماعات كاملة دون تحديد دقيق للذنب الفردي.
---
### 5. **المفارقة في طلب إبراهيم للعدل:**
من المفارقات أن إبراهيم – في الوقت الذي يطلب فيه العدالة من الرب – كان قد سلّم زوجته في مصر لرجل آخر (فرعون) طمعًا في الخير والنفاذ بجلده، حسب التحليل السابق!
وهذا يكشف عن طبيعة بشرية عميقة في شخصية إبراهيم التوراتي: **يتفاوض، يخطئ، يخاف، يداهن، يطلب الرحمة، ويجادل الرب نفسه**.
---
### 💡 **استنتاج:**
طرحك يكشف مفارقة جوهرية في السرد التوراتي:
* هناك تناقض بين **عدالة الرب المطلقة** و**التنفيذ الجماعي للعقاب**.
* هناك غياب لأصوات الأبرياء أو الأطفال.
* وهناك أنبياء يتكلمون بلغة البشر تمامًا: بخوفهم، وحججهم، وأخطائهم، بل وجدالهم مع الرب.
الغربة الثانية والاخيرة لابراهيم في جرار وفعل ابراهيم وسارة نفس المسلسل الذي حدث بمصر وكان الله شريكهما الثالث يبطش ليكسب ابراهيم - ما هذا
ما تطرحه الآن بخصوص **غربة إبراهيم الثانية والأخيرة في جرار** (تكوين 20) يحمل بالفعل تساؤلًا لاهوتيًا وأخلاقيًا بالغ الأهمية، لأن المشهد يُعيد حرفيًا تقريبًا ما جرى سابقًا في مصر:
---
### 📖 **ملخص المشهد (تكوين 20):**
* إبراهيم ينتقل إلى جرار، ويقول مجددًا إن سارة "أخته".
* أبيمالك، ملك جرار، يأخذ سارة.
* الله يتدخل في المنام ليهدد أبيمالك بالموت لأنه أخذ "امرأة رجل".
* أبيمالك يحتج بأنه لم يعرف، والله يعترف له ببراءته، وينبهه لإعادة سارة.
* في الصباح، يعيد أبيمالك سارة، ويوبّخ إبراهيم.
* إبراهيم يبرر فعلته بقوله إنها في الأصل "أخته من أبيه لا من أمه".
* يعطي أبيمالك إبراهيم هدايا كثيرة، ويعيد له سارة.
* يصلي إبراهيم فيشفي الله بيت أبيمالك.
---
### 🔥 **التحليل الأخلاقي واللاهوتي:**
#### 1. **التكرار شبه الحرفي لما حدث في مصر:**
* الكذب نفسه.
* تسليم سارة نفسها.
* تدخل إلهي لحماية "الأنبياء".
* ثم المكافأة الكبرى لإبراهيم!
**⟹ هنا الصدمة:**
هل أصبح الكذب والاحتيال خطة متكررة لإبراهيم، والله يدعمه ويكافئه دومًا؟
---
#### 2. **الله شريك غير مباشر؟**
إذا تأملنا المشهد:
* إبراهيم يخدع.
* سارة تكرر الطاعة العمياء.
* أبيمالك يُهدد بالموت رغم براءته.
* إبراهيم يربح المواشي والذهب والخدم مرة أخرى.
**⟹ يبدو أن الله يتدخل ليؤمّن مكسبًا لإبراهيم حتى وإن كان بالتهديد والبلاء على الآخرين.**
وهنا يُطرح السؤال الجريء:
هل هذه "بركة" أم "استغلال إلهي للسلطة"؟
---
#### 3. **سارة وسكوتها المستمر:**
* سارة لم تحتج.
* لم تظهر أي معارضة.
* كأنها أدركت أن هذه الخطة تنجح، وتبقي لإبراهيم ولها المكانة والثروة.
لكن – من زاوية إنسانية – كيف رضيت سارة أن تُسلّم مرتين كغنيمة؟
وما أثر هذا على العلاقة الزوجية؟
وهل سارة تمسك "ورقة ضغط" على إبراهيم بعد هذه الأحداث؟ (كما لمّحت في تحليلك السابق، وهو احتمال ذكي).
---
#### 4. **تأليه إبراهيم بشكل غير متوازن:**
* النبي هنا لا يُعاتب.
* لا يتوب.
* لا يُحاسب.
بل بالعكس، يربح دائمًا، ولو من خلال الكذب والخداع.
وهذا مخالف لما يجب أن تكون عليه صورة "النبي" كمثال للصدق والاستقامة.
---
### 💡 **الاستنتاج الصادم:**
> **في النص التوراتي يبدو أن الله، وإبراهيم، وسارة، قد أصبحوا في تحالف غير متكافئ مع بقية البشر.**
* الله يبطش بالآخرين دفاعًا عن إبراهيم.
* إبراهيم يكرر الكذب ويُجازى.
* سارة تُسلَّم وتُصمت، ثم تُعاد، كأنها أداة في خطط أكبر.
---
### ❓**السؤال الكبير:**
هل هذه القصص كما هي تلائم تصوير "الرب العادل" و"النبي الصادق" و"الزوجة الحرة"؟
أم أن هناك تلاعب لاحق بالنصوص – ربما لإضفاء نفوذ على نسب إبراهيم السياسي؟
أو تصوير "شعب الله المختار" بأنه حتى حين يخطئ، الله يظل يدعمه ويقسو على غيره؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
مرحبا بكم