من هو حمي موسى؟ رعوئيل أم يثرون؟ لغز الأسماء في أرض مديان
في مشهد محوري من قصة موسى، يظهر رجل مدياني يُغيّر مصير النبي الهارب.
رجل يستقبل موسى في بيته، ويزوّجه ابنته، ويصبح مرشده في الأرض الغريبة.
لكن المفاجأة أن اسمه **يتغير في النصوص!**
> فهل حمي موسى اسمه **رعوئيل**؟ أم **يثرون**؟ أم حتى **حوباب**؟
---
## 📜 النصوص التي تثير السؤال
### 🔹 1. رعوئيل – الاسم الأول:
> «فلما أتين إلى **رعوئيل** أبيهن، قال: ما بالكن أسرعتن في المجيء اليوم؟»
> *(خروج 2:18)*
هنا يُذكر بوضوح أن والد البنات هو **رعوئيل**، الذي استضاف موسى لاحقًا.
### 🔹 2. يثرون – الاسم الثاني:
> «وأما موسى فكان يرعى غنم **يثرون** حميه، كاهن مديان...»
> *(خروج 3:1)*
في هذا الموضع، يُقال إن حمي موسى هو **يثرون** – لا رعوئيل.
### 🔹 3. حوباب – الاسم الثالث:
> «فقال موسى لـ **حوباب بن رعوئيل** المدياني، حمي موسى...»
> *(العدد 10:29)*
الآن نواجه اسمًا جديدًا: **حوباب**، وهو ابن رعوئيل، ويُقال إنه **حمي موسى**!
---
## 🧩 التفسيرات المحتملة
### ✅ أولاً: الاسم واللقب (الرأي التقليدي)
* **رعوئيل** = الاسم الشخصي الأصلي.
* **يثرون** = لقب ديني أو اجتماعي، يعني "الفضيل" أو "الزاخر".
🔸 مثلما يُسمى:
* يعقوب = إسرائيل
* أو جدعون = يربعل
> وهذا التفسير يعتبر أن الشخص واحد، بأسماء مختلفة بحسب السياق والمقام.
---
### 🧭 ثانيًا: أشخاص مختلفون (رأي تقليدي بديل)
* **رعوئيل** = الجد أو الأب.
* **يثرون** = الابن الأكبر أو الأخ الأكبر لصفورة.
* **حوباب** = أخو صفورة أو ابن رعوئيل.
🔹 وهذا يفسر تنقل الأدوار: أحيانًا "الحمي" هو الأب، وأحيانًا أخ الزوجة أو صهر موسى.
لكن هذا الرأي **معقّد ومتشعب**، ويفتقر إلى دعم متماسك من النص.
---
### 📚 ثالثًا: دمج روايتين مختلفتين (الرأي النقدي الحديث)
* يرى نقّاد الكتاب المقدس أن هذا الاختلاف نتيجة **دمج مصادر مختلفة** في تحرير التوراة:
* مصدر يهوهي (يسميه رعوئيل)
* مصدر كهنوتي (يسميه يثرون)
* مصدر ثالث ربما يُشير إلى حوباب
✴️ وكلها دُمجت دون تنسيق كامل، مما أدى إلى تعدد الأسماء لنفس الدور.
---
## ✍️ خلاصة تحليلية:
> سواء كان اسمه رعوئيل أو يثرون أو حوباب،
> يبقى هذا الرجل المدياني **أول من استقبل موسى بعد جريمته وهروبه**.
> زوّجه ابنته، وفتح له أرضه، وأتاح له أن يسمع صوت الله من قلب العليقة.
>
> لم يكن من بني إسرائيل،
> لكنه أصبح **نقطة التحوّل نحو النبوة.**
>
> وفي تعدد أسمائه،
> **ربما قصد النص أن يرفع الشخصية فوق الاسم، والدور فوق النسب.**
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
مرحبا بكم