نبي بلا جذور: صدمة البداية في قصة موسى
---
## ✨ نبي بلا جذور: صدمة البداية في قصة موسى
في الوقت الذي تُفيض فيه التوراة بأسماء النسب الطويلة، وتُسجّل أدق تفاصيل نسل قايين ونسل عيسو ونسل سبط رأوبين، نجد أن **بداية موسى – أهم شخصية في الديانة اليهودية – تأتي مضغوطة، باهتة، ومقطوعة الجذور الروحية.**
### 🔹 لا نسب واضح
"وذهب رجل من بيت لاوي، وأخذ بنت لاوي، فحبلت المرأة وولدت ابنًا…" (خروج 2:1–2)
لا يُذكر اسم الأب (عمرام) ولا اسم الأم (يوكابد) هنا. لا شجرة نسب، لا ربط بإبراهيم، ولا إسحاق، ولا حتى يوسف!
### 🔹 لا رابط روحي
موسى لم يكن يعرف الله عندما قتَل المصري. لم يكن نبيًا بعد، بل شابًا غاضبًا، نشأ وتربى في بيت أعدائه، وكان اسمه قد أُعطي له من قبل **بنت فرعون نفسها**، التي ربّته كابنها.
> «ودعت اسمه موسى وقالت: إني انتشلته من الماء.» (خروج 2:10)
أين وعيه الإيماني؟ أين دعاء جدّه يعقوب؟ أين عهد إبراهيم؟
كل هذا غائب تمامًا.
---
## ⚔️ موسى يقتل مصريًا: لا رسالة ولا وحي
> «رأى موسى مصريًا يضرب عبريًا من إخوته... فقتل المصري وطمره في الرمل.» (خروج 2:11–12)
كان موسى قد كبر في بيت فرعون، وتربى بطعام المصريين ولباسهم وأخلاقهم.
لكن حين شعر بالقوة والرجولة، لم يُعبّر عن دعوته النبوية، بل عن **غضب قبلي وعنف دفين**.
لم يقل الله له اقتل.
ولم يكن بعد قد رأى العليقة.
بل تصرف بتلقائية غريزية، ثم خبأ الجثة في الرمل… وكأنه ارتكب جريمة لا نبوّة.
---
## 🔻 انقطاع البركة
إذا راجعنا قصة إبراهيم، نجد:
* وعودًا،
* رؤى،
* مذابح،
* تكليفًا بالهجرة.
وإذا تأملنا يعقوب:
* حلم السُلَّم،
* ملاك يصارعه،
* مباركة أولاده.
أما موسى؟
فلا يُذكر أنه سمع الله أو عرفه قبل سن الأربعين.
ولا نعرف ماذا كانت صلاته، ولا مع من تربّى روحيًا،
بل نعلم فقط أنه رُبّي **كابن لعدو شعبه، في بيت فرعون.**
---
## 🔥 لماذا إذن اختاره الله؟
ربما تكمن العبرة هنا…
أن **الله لا يختار النبوة بالدم والنسب، ولا بالترتيب العائلي،**
بل بمن يجعل النار تشتعل فيه حين يرى الظلم.
موسى لم يرث البركة… لكنه استحق النار.
لم يكن ابن نبي، لكنه صار **كليم الله.**
---
## 🖋️ خاتمة:
> لا تسأل من أبوه، ولا من أمه.
> لا تبحث عن النسب في دفتر السلالة.
> موسى هو **نبي بلا جذور… لكنه الأصل الذي نبتت منه التوراة كلها.**
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
مرحبا بكم