حين تذكّر الله ميثاقه: الصرخة التي صنعت النبوة
في ظلال العبودية الثقيلة، حيث لا وحي ولا نبي،
وُلد الأنين أولاً… ثم ارتفع الصراخ.
لم يأتِ موسى من وسط صلاة جماعية، ولا من مدرسة نبوة،
بل من **ألم متراكم لا يُحتمل**.
> **"فتنهّد بنو إسرائيل من العبودية وصرخوا، فصعد صراخهم إلى الله...
> فتذكّر الله ميثاقه مع إبراهيم وإسحاق ويعقوب.
> ونظر الله بني إسرائيل… وعلم الله."** (خروج 2:23–25)
---
## 📣 هل الصراخ هو الذي حرّك السماء؟
نعم. في المفهوم التوراتي، لم يبدأ التحرر إلا **حين صار الألم صوتًا**.
الصراخ – لا القرابين – هو ما صعد.
الأنين – لا الطقوس – هو ما حرك العهد.
الله لم ينسَ، لكنه **أوقف تنفيذ العهد حتى يحين وقته**.
وحين نضجت الصرخة، **فُعّلت الذاكرة الإلهية.**
---
## 🧾 ماذا يعني "تذكّر الله ميثاقه"؟
في العبرية، "زَكَرَ" (זָכַר) لا تعني فقط تذكّرًا عقليًا، بل:
* **استدعاء العهد إلى حيّز التنفيذ**،
* **تحوّل من صمت المراقبة إلى فعل التدخل**.
✴️ إذًا، عندما قال النص إن الله تذكّر عهده:
> فهو يُعلن لحظة **تحول التاريخ من السكون إلى النبوة.**
---
## 👁️ «ونظر الله… وعلم الله»
* **"نظر"** = التفت، لم يعُد غاضًا طرفه.
* **"علم"** = دخل في العلاقة، رأى من الداخل، شعر.
🔹 وهذه أول مرة منذ قصص يوسف، يقال فيها أن الله **"علم"** شعبه من جديد.
🔹 وكأن صلة الله ببني إسرائيل كانت نائمة… حتى أيقظها الألم.
---
## 🔥 ماذا بعد ذلك؟
في الإصحاح التالي مباشرة، يبدأ تحول موسى:
> **«وتراءى له ملاك الرب بلهيب نار من وسط عليقة...»** (خروج 3:2)
أي أن:
✅ **الصرخة جاءت أولًا،**
✅ ثم **تذكّر الميثاق،**
✅ ثم **نظرة الله،**
✅ ثم **النبوة.**
> لقد كان الصراخ صلاة بلا كلمات…
> وحين ارتفعت دموع من لا يملكون مذبحًا ولا كاهنًا،
> تذكّر الله وعده، ونظر، وعلم.
>
> وبدأ الطريق إلى سيناء… لا على أقدام مؤمنين،
> بل على صوت العذاب حين صار دعاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
مرحبا بكم