الخميس، 26 يونيو 2025

الجزء الثاني من قصة يوسف في التوراه - لقاء الإخوة الموجع

 




لقاء الإخوة الموجع ت 42


في الإصحاح 42 من سفر التكوين، تبدأ أولى فصول المواجهة غير المباشرة بين يوسف وإخوته، بعد سنوات طويلة من بيعه كعبد.


## المجاعة تجمع الطرق


ضربت المجاعة أرض كنعان، فسمع يعقوب أن هناك قمحًا في مصر، وقال لأبنائه العشرة: "لماذا تنظرون بعضكم إلى بعض؟... انزلوا إلى هناك واشتروا لنا طعامًا لنحيا ولا نموت". واحتفظ ببنيامين خوفًا عليه من الأذى.


## يوسف يلتقيهم كغريب


حين وصل الإخوة إلى مصر، كان يوسف هو حاكم الأرض وبائع القمح، فعرفهم، أما هم فلم يعرفوه. تنكر لهم وتحدث معهم بجفاء، واتهمهم بالتجسس على أرض مصر. أنكروا التهمة وأخبروه بأنهم إخوة من رجل واحد، ولديهم أخ صغير وآخر مفقود.


## اختبار الولاء والصدق


اتهمهم يوسف مجددًا بأنهم جواسيس، وقرر اختبارهم. حبسهم لثلاثة أيام، ثم أطلق سراحهم جميعًا ما عدا شمعون أبن ليئة، وأمرهم بالعودة إلى كنعان مع القمح، وإحضار بنيامين لإثبات صدقهم.


> قال لهم: "أنا خائف الله... احضروا أخاكم الصغير إليّ ليتحقق كلامكم".


## صحوة الضمير


وبينما هم يتحدثون، بدأ ضميرهم يصحو، واعترفوا بخطأهم تجاه يوسف عندما ألقوه في البئر. وقال رأوبين: "ألم أقل لكم لا تأثموا بالولد؟ فلم تسمعوا. فها هوذا دمه يُطلب". يوسف سمع كل هذا، لأنه كان يفهم لغتهم رغم وجود ترجمان، فتأثر وبكى.


## الرهون ودهشة الطريق


أمر يوسف برد فضة كل واحد منهم إلى **عدله**، أي كيس القمح الخاص به سرا، وأعطاهم زادًا للطريق. وبينما هم في الطريق، فتح أحدهم كيسه ليُطعم الحمار، فوجد الفضة في فم الكيس، فارتعدوا وقالوا: "ما هذا الذي صنعه الله بنا؟"




ارتعدوا لأنهم ظنوا أن المال وُضع عمدًا ليُتهموا بالسرقة، وهو ما يُعرضهم للعقوبة في المرة القادمة.


## العودة المرتجفة إلى يعقوب


عادوا إلى يعقوب، وأخبروه بكل ما حدث. فلما فرغوا أكياسهم، وجدوا أن كل واحد منهم وجد فضته، فخافوا هم وأبوهم. وقال يعقوب: "أعدمتموني الأولاد! يوسف مفقود، وشمعون مفقود، وبنيامين تأخذونه!"


راوبين عرض أن يقتل ولديه إن لم يرجع ببنيامين، لكن يعقوب رفض، قائلًا: "إن أصابته أذية، تُنزلون شيبتي بحزن إلى الهاوية".


## نهاية مشدودة


الإصحاح ينتهي على وتر الخوف والقلق: يوسف ينتظر، يعقوب يرفض، وبنيامين في كفة الميزان.


--- ت 43

بعد أن نفد الطعام من بيت يعقوب، اضطر أن يواجه الواقع المؤلم: لا طعام دون بنيامين.

💬 يعقوب بين الحاجة والخوف

يعقوب رفض  أولًا إرسال بنيامين، لكن الجوع غلبه. عرض يهوذا نفسه كضامن قائلًا: "أنا أضمنه. من يدي تطلبه". وفي النهاية وافق يعقوب، لكنه أرسل معهم هدية للمسؤول المصري (يوسف) وبعض العسل والمر واللوز، إلى جانب ضعف الفضة، تحسبًا لما جرى سابقًا.

قال يهوذا ليعقوب:

"لأننا لو لم نتوانَ، لكنا قد رجعنا الآن مرتين!"

🔹 جملة تحمل نقدًا خفيًا لتردد يعقوب، وتُبرز أن الوقت المهدور يُمكن أن يكون سببًا في فقدان المزيد.

🧱 لقاء مشحون بالمشاعر

حين رأى يوسف بنيامين معهم، أمر أن يُدعَوا إلى بيته، فظن الإخوة أنهم سيُؤخذون بسبب الفضة. أسرعوا إلى وكيل يوسف ليشرحوا أن الفضة وُجدت صدفة، لكنه طمأنهم قائلًا: "سلام لكم، إلهكم وإله أبيكم أعطاكم كنزًا في عدالكم".

🍽️ وليمة غير متوقعة

دُعي الإخوة إلى الطعام، وخرج يوسف وبكى حين رأى بنيامين. غسل وجهه وعاد، وجلسوا جميعًا حسب ترتيب أعمارهم، مما أدهشهم. وزاد يوسف لبنيامين خمس أضعاف نصيب إخوته، في إشارة إلى الاختبار المقبل.



🧭 نقاط محورية للتأمل:

  • يوسف لم يكشف نفسه بعد، لكنه يُمهد للأمر بطريقة نفسية مؤثرة.

  • يهوذا يتحمل المسؤولية لأول مرة بوضوح.

  • يعقوب يلين تحت ضغط الجوع لكنه ما زال حذرًا.

  • الإخوة يخافون من رد الفضة أكثر مما خافوا على شمعون!

  • تكوين 44 – كأس يوسف... والاختبار الأخلاقي

    بعد الضيافة، أمر يوسف خدمه أن يملأوا أكياس إخوته طعامًا، وأن يُخفوا كأسه الفضية في كيس بنيامين دون علمهم، مع فضة القمح.

    غادر الإخوة مصر، لكن يوسف أرسل خلفهم رجاله مدّعيًا أن أحدهم سرق الكأس. بعد تفتيش الأكياس، عُثر على الكأس في كيس بنيامين. فعاد الإخوة مذعورين إلى يوسف، وتكلم يهوذا بشجاعة قائلاً:

    "كيف نصعد إلى أبينا والغلام ليس معنا؟ لأن نفسه متعلقة بنفسه!"

    ثم عرض يهوذا أن يبقى عبدًا بدلًا من بنيامين، حفاظًا على حياة أبيه الشيخ.

    تكوين 45 – يوسف يُعلن هويته

    تأثّر يوسف بكلمات يهوذا وبدموعه، فلم يقدر أن يضبط نفسه. طرد كل المصريين من المكان، ثم كشف هويته قائلًا:

    "أنا يوسف! أحيٌّ أبي بعد؟"

    فذهل إخوته ولم يجيبوا من الخوف. لكنه طمأنهم قائلاً:

    "لا تتأسفوا ولا تغتاظوا لأنكم بعتموني إلى هنا، لأن الله أرسلني قدامكم لحفظ الحياة".

    أوصاهم أن يعودوا بسرعة ويُحضروا يعقوب وأهله إلى أرض جاسان، ووعدهم بالخيرات في أرض مصر.

    يوسف بكى على عنق بنيامين، وبكى الجميع، وتم الصلح. ثم أُرسلت هدايا وطعام وعجلات لرحلة العودة.


    🧭 تأملات ومحاور:

    • يوسف اختبر ضمير إخوته عبر الكأس، فوجد أن الزمن غيّرهم.

    • يهوذا تطوّر من خائن إلى ضامن.

    • الكشف عن الهوية لم يكن إذلالًا، بل لحظة خلاص وإعادة بناء.

    • يوسف رأى يده ضحية، لكن يد الله كانت تعمل عبر الجرح.

    • عنوان التدوينة: "يعقوب إلى مصر: لحظة الانتقال الكبرى – ملخص تكوين 46"

      بعد سنوات من الحزن والخوف والضياع، جاء الوقت الذي يجتمع فيه يعقوب بابنه يوسف، ولكن في أرض غريبة.

      🌙 رؤية في الطريق

      حين قرر يعقوب الرحيل إلى مصر، توقف أولًا في بئر سبع وقدم ذبائح لله. وهناك، في الليل، خاطبه الله:

      "أنا الله... لا تخف من النزول إلى مصر، لأني أجعلك أمة عظيمة هناك. أنزل معك، وأصعدك أيضًا، ويوسف يضع يده على عينيك."

      ◀️ هذه الرؤية كانت تأكيدًا إلهيًا بأن مصر، رغم كونها أرضًا وثنية، ستكون مرحلة مباركة.

      👪 نسل يعقوب ينزل إلى مصر

      ذكر النص أسماء كل من نزلوا مع يعقوب إلى مصر من أبنائه وأحفاده ونسائهم، وكان العدد:

      • 66 شخصًا من نسله المباشر

      • ومع يوسف وابنيه الذين كانوا في مصر، يصبح العدد 70 شخصًا

      هذا الإحصاء يعكس تأسيس "بيت إسرائيل" في أرض جديدة، تمهيدًا لبداية مرحلة قومية لاحقة.

      🤝 اللقاء المؤثر

      أرسل يعقوب يهوذا أمامه ليدله على الطريق، ولما اقترب، خرج يوسف للقائه. وعندما التقيا:

      "ووقع يوسف على عنقه، وبكى على عنقه زمانًا طويلًا."

      قال يعقوب:

      "أموت الآن بعدما رأيت وجهك، أنك حي بعد!"

      🧭 التحضير السياسي

      انتهى الإصحاح بأن يوسف يُخبر إخوته أن يخبروا فرعون أنهم رعاة ماشية، حتى يُسكنوا في أرض جاسان، لأن المصريين يكرهون الرعاة.


      📌 تأملات:

      • يعقوب بدأ حياته هاربًا من كنعان، وها هو يعود ويغادرها مُحمّلاً بنسلٍ وألمٍ وأمل.

      • يوسف لم ينتقم من إخوته، بل أعاد بناء العائلة.

      • الله لم يمنع الذهاب إلى مصر، بل مشى معهم إلى هناك.

      •  "بيت يعقوب في أرض مصر: البركة والمجاعة – ملخص تكوين 47"

        بعد وصول يعقوب وعائلته إلى مصر، تبدأ مرحلة جديدة من العلاقة بين الإسرائيليين والمصريين، وبين يوسف وبيت فرعون.

        🏞️ الاستقرار في أرض جاسان

        دخل يوسف إلى فرعون، وقدّم له خمسة من إخوته ليُثبتوا أنهم رعاة ماشية، وهي مهنة يمقتها المصريون، حتى لا يُدمجوا في المجتمع المصري. وبهذا حصلوا على سكن في أرض جاسان الخصبة.

        ثم دخل يوسف يعقوب نفسه على فرعون، وباركه يعقوب، وقال له:

        "أيام سني غربتي مئة وثلاثون سنة. قليلة وردية كانت."




         

        ◀️ عبارة تكشف أن يعقوب رغم حياته الطويلة، لم يشعر فيها بالهناء.

        🌾 المجاعة تشتد... ومصر تُباع لفرعون بخطة يوسف

        استمرت المجاعة القاسية، حتى لم يبقَ مال في أيدي الناس، فأتوا إلى يوسف:

        1. باع المصريون ماشيتهم مقابل الطعام.

        2. ثم باعوا أراضيهم وأنفسهم عبيدًا لفرعون.

        هكذا أصبح فرعون يملك الأرض والشعب، ما عدا أراضي الكهنة، لأنها كانت تُعطى لهم من بيت الملك.

        يوسف وضع نظامًا جديدًا:

        • كل من يزرع الأرض يعطي الخُمس (20%) لفرعون.

        • والباقي يُبقيه للطعام والبذر.

        قال المصريون:

        "أحييتنا! ليتنا نجد نعمة في عينيك، فنكون عبيدًا لفرعون!"

        🧬 إسرائيل في مصر

        سكن بنو إسرائيل في أرض جاسان، وأمسكوا فيها، ونموا وتكاثروا. وكانت بداية تكوّن الهوية الإسرائيلية في المهجر.

        ⚰️ وصية يعقوب

        قبل أن ينتهي الإصحاح، طلب يعقوب من يوسف ألا يُدفن في مصر، بل في مقبرة آبائه في كنعان.

        "استحلفك... لا تدفني في مصر، بل أضطجع مع آبائي، فتحملني من مصر وتدفنني في مقبرتهم."

        ووضع يوسف يده تحت فخذ أبيه، كما تقتضي العادة القديمة، وأقسم له.


        🧭 تأملات:

        • يوسف أعاد توزيع النظام الاقتصادي لمصر تحت سلطة الفرعون.

        • يعقوب يرفض دفنه في مصر، رغم كونه ضيفًا مكرّمًا.

        • الشعب المصري فقد حريته بسبب الجوع، بينما بنو إسرائيل نَموا في أرض غريبة.


**من كنعان إلى التابوت في مصر: نهاية سفر التكوين وموت يوسف**


بعد الاستقرار في مصر، يدخل يعقوب ونسله في الفصل الأخير من القصة، حيث تُرسم الملامح النهائية للعائلة المختارة، ويُودع جيلان من الآباء الحياة.


---


## 👴🏻 تكوين 48 – يعقوب يبارك ابني يوسف


حين مرض يعقوب، دعا يوسف إليه مع **ابنيه منسى وأفرايم**، وباركهما، لكنه وضع **يده اليمنى على أفرايم الأصغر**، مخالفًا العرف.


قال:


> "عرفت يا ابني، عرفته. هو أيضًا يكون شعبًا، ولكنه أخوه الصغير يكون أعظم منه."


◀️ هنا يستمر **نمط قلب البركة** في سفر التكوين، حيث يختار الله الأصغر، كما فعل مع يعقوب نفسه.



---


## 🗺️ تكوين 49 – وصايا يعقوب ونبوءاته


جمع يعقوب أبناءه الاثني عشر، و**بارك كل واحد بكلمات نبوءية**، بعضها كان لاذعًا وصادمًا (مثل رأوبين وشمعون)، وبعضها تمجيديًّا (مثل يهوذا ويوسف).


قال ليهوذا:


> "لا يزول قضيب من يهوذا، ومشترع من بين رجليه، حتى يأتي شيلون، وله يكون خضوع الشعوب."


🔍 **شرح الآية**:


* "القضيب" هنا رمز للحكم والسلطة.

* "شيلون" كلمة غامضة تُفسر غالبًا بأنها تشير إلى شخص منتظر، مثل **المسيح أو المُخلّص**.

* الآية تعني أن **السلطة والقيادة ستبقى في نسل يهوذا** إلى أن يأتي هذا القادم العظيم الذي سيكون له خضوع الأمم.


◀️ تُستخدم هذه العبارة لاحقًا في التقاليد اليهودية والمسيحية لتبرير **مكانة يهوذا كقبيلة مَلَكية**، وارتباطها بداود، ثم بالمسيح لاحقًا في المسيحية.


ثم أوصى أن يُدفن في **مغارة المكفيلة** مع إبراهيم وإسحاق، ومات بعدها.


---


## ⚰️ تكوين 50 – دفن يعقوب وموت يوسف


* بكى يوسف على أبيه **بكاءً عظيمًا**، وحنّطه الأطباء المصريون.

* ذهب يوسف مع إخوة وأمراء مصر إلى **كنعان** ودفن يعقوب هناك.

* بعد عودتهم، خاف الإخوة أن **ينتقم يوسف** منهم، لكن يوسف طمأنهم قائلًا:


> "أنتم قصدتم لي شرًا، أما الله فقصد به خيرًا."


ثم عاش يوسف إلى سن **110 عامًا**، ورأى أولاد أحفاده، وقبل موته أوصى قائلًا:


> "الله سيفتقدكم ويُصعدكم من هذه الأرض... احلفوا أن تصعدوا عظامي من هنا."


ومات يوسف، ووُضع في **تابوت في مصر**.


---


## 🧭 تأملات ختامية:


* انتهى سفر التكوين كما بدأ: **بموت رجل وولادة شعب**.

* يوسف لم يترك جسده في أرض الغربة، بل **أراد أن يكون مع الآباء في كنعان**، ولو بعد زمن.

* وصيته الأخيرة كانت **وصية رجاء بالخروج**.

🔍 تأمل نقدي: هل يوسف اختبرهم أم تلاعب بهم؟

في سرد القصة التوراتية، نجد تكرارًا لمحاولة تبرير سلوك يوسف تجاه إخوته بأنه اختبار للضمير أو صدمة نفسية لإيقاظ التوبة. لكنه حين نقرأ السياق:

  • نجد أن رأوبين اغتصب سرية أبيه،

  • وشمعون ولاوي أبادا قرية كاملة بالغدر،

  • ويهوذا زنى بكنّته دون أن يتعرف عليها،

  • والجميع شارك في بيع يوسف.

فهل هؤلاء حقًا "ارتعدوا" عند رؤية الفضة لأن ضميرهم استيقظ؟

الواقع أن يوسف نفسه:

  • أعاد الفضة دون إعلامهم،

  • اتهمهم بالجاسوسية،

  • حبس شمعون،

  • ووضع كأسه في عدل بنيامين،

وكل ذلك يُبرَّر على أنه خطة إلهية لاختبار التوبة.

لكن في ضوء ذلك، يمكن طرح أسئلة جادة:

❓ لماذا لم يرسل يوسف منذ البداية فيطلب أباه وأخاه بنيامين؟

  • لقد كان يمتلك السلطة والوسائل.

  • بل لو أراد لكان أرسل قوافل إلى كنعان قبل المجاعة.

  • 🧠 رأي تحليلي في مجريات القصة:

❓ لماذا كل هذا التلاعب؟

كما أن يعقوب تلاعب بخاله لابان، ثم تلاعب بعيسو بعد خروجه من عند خاله، فإن القصة التوراتية تقدم يوسف كتلميذ في مدرسة الخداع:

  • يوسف تلاعب بإخوته تحت غطاء السلطان.

  • كان يمكنه إنهاء الأزمة في لقاء واحد، لكنه أطالها عمدًا.

  • في تكوين 42، قال الإخوة:

    "نحن اثنا عشر أخًا... والواحد مفقود."

    لكن في تكوين 44:20، قال يهوذا للوالي:

    "مات أخوه، وبقي هو وحده لأمه."

    🔴 هذا تبديل متعمد في الرواية أمام يوسف، وتحويل يوسف من "مفقود" إلى "ميت"، وهو كذب صريح.

  • ما فعله يوسف، من إخفاء هويته، واتهامهم بالجاسوسية، وحبس شمعون، ثم دسّ الكأس في عدل بنيامين، هو سلوك لا يمكن وصفه بالبريء أو العادل، خاصة في ظل سلطته المطلقة كنائب فرعون.

    حتى إن حاول البعض تبريره بـ"اختبار التوبة"، فإن الوسيلة تبدو قاسية ومعقدة بلا ضرورة.

    🎯 يوسف كان يملك خيارًا أبسط:

    • إرسال قافلة إلى كنعان فور معرفته بالجوع،

    • أو كشف هويته مبكرًا، بدل التلاعب.

    لكنه فضّل إرباكهم، تمامًا كما فعل أبوه يعقوب في شبابه مع عيسو ولابان.

    كما أن يعقوب تلاعب بخاله ثم تلاعب بعيسو، فإن القصة التوراتية تقدم يوسف كتلميذ في مدرسة الخداع، لا كاختبارٍ روحي.

    💰 عن الفضة:

    قضية الفضة ليست رمزية دينية كما يروّج، بل مربكة واقعيًا:

    • لا علاقة للفضة بجريمة بيع يوسف.

    • المال مقابل القمح، لا مقابل غفران.

    • والسرية في إرجاع الفضة تُناقض الأمانة التي يُفترض أن يوسف رمز لها.

    • 💬 تناقض استخدام اسم الله وسط الخداع

  • في تكوين 42:18، قال يوسف لإخوته:

    «افعلوا هذا واحيوا. أنا خائف الله».

    لكنه في نفس اللحظة:

    • كان يتنكر لهويته،

    • يُدبر مكيدة لحبس شمعون،

    • ويخدعهم في خطة طويلة.

    فكيف يقول إنه "يخاف الله" بينما يمارس هذا الخداع؟

    هناك تفسيران:

    1. العبارة تمثيلية ضمن دوره كمصري تقي، وهي مجرد جزء من الدور.

    2. أو أن يوسف نفسه يعاني من تناقض أخلاقي حقيقي، كما حدث سابقًا مع يعقوب وإبراهيم.

    ففي التوراة، يُذكر اسم الله أحيانًا في سياقات تخالف جوهر الإيمان، كتبرير لخطة شخصية أو خداع.


📌 الخاتمة:

هل تأنيب الضمير كان حقيقة؟ أم مجرد تفسير لاحق؟ هل يوسف اختبرهم حقًا؟ أم استغل سلطته ليُربكهم كما أربكوه يومًا؟

قد يكون ما حدث دراما بشرية كثيفة التناقضات، لا دروسًا أخلاقية موجهة.

---


✍️ مدونة محمد عيسى



يوسف عليه السلام في التوراة الجزء الاول

 


يوسف هو ابن يعقوب ابن اسحاق

من زوجته وبنت خاله راحيل

وقد تورط يوسف في ت 37 بنقل كلام أخوته من سريتيه الي أبيه يعقوب


كما أدعت التوراة في ت 37 بما يلي

واما اسرائيل فاحب يوسف اكثر من سائر بنيه لانه ابن شيخوخته، فصنع له قميصا - ملونا. 4 

فهل حقا كلام التوراة صحيح في مبرر حب يعقوب ليوسف

الحقيقة لا

لأن بنيامين هو الابن الأخير ليعقوب من حبيبته راحيل

ثم أنه عندما هرب من أخيه عيسو كان عمره تقريبا 40 عام ومكث عند خاله 20 عاما خلالها أنجب يوسف

مما يعني أنه أنجب يوسف في عمر حول 60 عام يعني ليس أبن شيخوخة نظرا لطول الأعمار في ذلك الوقت


يوسف اذ كان ابن سبع عشرة سنة، كان يرعى مع اخوته الغنم وهو غلام عند بني بلهة وبني زلفة امراتي ابيه، واتى يوسف بنميمتهم الرديئة الى ابيهم. 3 

واضح من نص تكوين 37 ان يوسف حبيب يعقوب يرعي مع ابناء السراري

رغم ان يعقوب  يحب يوسف ابن امراة حرة وهي راحيل حبيبته -وكان سابقا وضع يوسف وراحيل في آخر الصفوف لحمايتهم فلماذا تركه يعقوب يرعي مع أبناء الجواري 

فما السبب

1- قرار عشوائي من يعقوب

2- توظيف ليوسف ليفتن علي أخوته

لماذا غار أخوة يوسف منه ؟

1- حب يعقوب ليوسف وضح في وضعه في الصفوف الخلفية في مواجهة محتملة مع عيسو

2- يوسف له أم أخري وهي راحيل التي أحبها يعقوب عن باقي نساؤه

3- نص التوراة يقول ان يعقوب أحب يوسف أكثر من أخوته

4- عبر يعقوب عن حبه ليوسف فصنع له قميص ملون

5- حلم يوسف حلمين يفسران علوه

وحلم يوسف حلما واخبر اخوته، فازدادوا ايضا بغضا له. 6 فقال لهم: «اسمعوا هذا الحلم الذي حلمت: 7 فها نحن حازمون حزما في الحقل، واذا حزمتي قامت وانتصبت، فاحتاطت حزمكم وسجدت لحزمتي». 8 فقال له اخوته: «العلك تملك علينا ملكا ام تتسلط علينا تسلطا؟» وازدادوا ايضا بغضا له من اجل احلامه ومن اجل كلامه. 9 ثم حلم ايضا حلما اخر وقصه على اخوته، فقال: «اني قد حلمت؟ حلما ايضا، واذا الشمس والقمر واحد عشر كوكبا ساجدة لي». 10 وقصه على ابيه وعلى اخوته، فانتهره ابوه وقال له: «ما هذا الحلم الذي حلمت؟ هل ناتي انا وامك واخوتك لنسجد لك الى الارض؟» 11 فحسده اخوته، واما ابوه فحفظ الامر.

في  أحد الأيام كان أخوة يوسف يرعون الغنم قرب شكيم ! -لاحظ أنهم كانوا قد هربوا منها-

قال يعقوب ليوسف «اذهب انظر سلامة اخوتك وسلامة الغنم ورد لي خبرا».

مع العلم ان شكيم تقع علي بعد 50-60 كم شمالا من حبرون

ولكن يوسف وجد أخوته في دوثان وهي منطقة شمال 70-80 كم شمل حبرون

عندما رأه أخوته قادما من بعيد قرروا قتله ورميه في بئر ثم أدعاء أن وحش أفترسه

سمع روابين المغتصب بكر يعقوب ما يقوله أخوته طلب منهم أن يرموه في بئر فقط وهنا يقول ت 37

 «لا تسفكوا دما. اطرحوه في هذه البئر التي في البرية ولا تمدوا اليه يدا». لكي ينقذه من ايديهم ليرده الى ابيه.



والحقيقة أن نية روابين المغتصب لم يترجمها لخطة وبالتالي عندما ذهب للبئر لم يجد يوسف

وهنا نجد تداخلات في نص التوراة 

1- رأي أخوة يوسف قافلة الأسماعيليين -أحفاد أسماعيل بن أبراهيم -ع - قادمة فأقترح يهوذا بيع يوسف لهم

2- يحدث تداخل غريب فيقال أن قافلة أخري من المديانيون -أحفاد أبراهيم - كانت تمر فوجدوا يوسف

3- باع المديانيون يوسف الي الأسماعيليين ! اللذين ذهبوا به الي مصر

4- روابين المغتصب لم يلحق بالقافلة البطيئة 

5- تقول التوراة ت 37 36 واما المديانيون فباعوه في مصر لفوطيفار خصي فرعون، رئيس الشرط.- رئيس الحرس-

6- ذبح أخوة يوسف ذكر ماعز وغمسوا قميصه في الدماء وأدعوا ليعقوب أن وحش أفترس يوسف

7- ناح يعقوب وبكي وشق ملابسه ورفض تعزية بناته وأولاده له

8- يعود ت 39 ويقول  واشتراه فوطيفار خصي فرعون رئيس الشرط، رجل مصري، من يد الاسماعيليين الذين انزلوه الى هناك.

9- كبر يوسف في بيت سيده ووثق به سيده و تركه يدير منزله -ودعته زوجة سيده أن يضجع معها عدة مرات ورفض يوسف وفاء لسيده وخوفا من معصية الله

10 - في المرة الأخيرة أمسكت ثوبه فتركه وهرب



فصرخت في ألموجودين من أهل المنزل وقالت 

 «انظروا! قد جاء الينا برجل عبراني ليداعبنا! دخل الي ليضطجع معي، فصرخت بصوت عظيم. 15 وكان لما سمع اني رفعت صوتي وصرخت، انه ترك ثوبه بجانبي وهرب وخرج الى خارج».

11- حكت لسيده ما أدعته علي يوسف فغضب وسجنه في سجن يتبع الملك

ودخل معه السجن رئيس سقاة الملك و رئيس الخبازين

وتلقي يوسف معاملة حسنة من رئيس السجن وأحبه - ووكله بأدارة السجن وساعد الله في نجاح يوسف

12- تم سجن ساقي ملك مصر وخبازه مع يوسف

وحلم الساقي بأنه رأي ففي كرمة العنب  3 قضبان وعصر عنب في كأس وقدمه لفرعون

فقال له يوسف سوف تخرج من السجن وتعود لعملك وأذكرني عند فرعون لأني بريء 

وكان  للخباز أنه حلم في نفس الليله 

أنه يحمل 3 سلال بها طعام فرعون علي رأسه والطيور تأكل منها

ففسر يوسف ان الخباز سيعد ويعلق علي خشبة وتأكل الطيور من رأسه بعد 3 أيام

13-  نسي  رئيس السقاة  أن يذكر يوسسف  عند فرعون

14-  

صعود يوسف من السجن إلى القصر

بعد مرور سنتين على نسيان رئيس السقاة ليوسف في السجن، يحلم فرعون حلمًا غريبًا:

  • سبع بقرات سِمان تخرج من النهر، ثم تأتي بعدها سبع بقرات هزيلة تأكل السمان.

  • ثم حلم آخر: سبع سنابل ممتلئة، تتبعها سبع سنابل يابسة تلتهم الأولى.

لم يستطع أحد من الحكماء والمجوس تفسير الحلم، فـ تذكّر رئيس السقاة يوسف، وأخبر فرعون بقدرته على تعبير الأحلام.

🌾 يوسف أمام فرعون ت41

عمر يوسف 30 عام
ما بين 1675 ق.م الي 1727 ق.م حسب الطوفان
وما بين 1660 ق.م الي 1885 ق.م حسب خروج اليهود من مصر
أحتمال أن يكون ملك مصر هو أمنمحات الثالث
لا يوجد دليل في التاريخ المصري علي وجود يوسف أو المجاعه

أُحضر يوسف على عجل من السجن، فحلق لحيته وغيّر ملابسه، ووقف أمام الملك. وعندما سأله فرعون عن الحلم، أجاب يوسف بتواضع:

"ليس لي. الله هو الذي يجيب بسلامة فرعون."

فسّر يوسف الحلمين بأنهما واحد:

  • السبع السمان = سبع سنين رخاء.

  • السبع الهزيلة = سبع سنين جوع شديد.

وأوصى يوسف بأن يختار فرعون رجلًا حكيمًا يجمع الغلال أثناء سنوات الوفرة ليستعد للمجاعة.

👑 ترقية مفاجئة

أُعجب فرعون بالحكمة، وقال:

"هل نجد مثل هذا رجلاً فيه روح الله؟"

فأعطى يوسف خاتمه الملكي، ولباس بوص، وطوق ذهب، وجعله ثاني رجل في مصر، وقال له:

"بدونك لا يرفع أحد يده ولا رجله في كل أرض مصر."

كما أعطاه اسمًا مصريًا: صافنات فعنيح، وزوجه من أسنات بنت فوطي فارع كاهن أون.

👶 نسل يوسف في أرض الغربة

أنجب يوسف ولدين في سنوات الرخاء:

  • منسى: "لأن الله أنساني كل تعبي."

  • أفرايم: "لأن الله جعلني مثمرًا في أرض مذلتي."

ثم جاءت سنين الجوع، وضربت المجاعة كل الأرض، ففتح يوسف المخازن وأطعم الشعب عن طريق بيع القمح لهم، حتى جاء إليه الناس من كل البلدان وباع لهم، لأن المجاعة كانت شديدة جدًا.


✍️ ملاحظات تربط الأصحاح بالسياق الرمزي:

  • يوسف انتقل من الذُل إلى الكرامة في لحظة، لكنه لم ينسب الفضل لنفسه، بل لله.

  • تحول من عبراني سجين إلى مصري مرموق يحمل اسمًا جديدًا وزوجة من كهنة مصر.

  • أبناء يوسف وُلدوا في أرض غريبة، ومعاني أسمائهم تمثل التحوّل من الألم إلى الرجاء.





الأربعاء، 25 يونيو 2025

يعقوب وأرض الموعد: نبيٌّ يوصي أم رجلٌ يتذكّر؟

 




## يعقوب وأرض الموعد: نبيٌّ يوصي أم رجلٌ يتذكّر؟


> **«ولكن الله سيكون معكم ويردكم إلى أرض آبائكم» – يعقوب (تكوين 48:21)**


بهذه العبارة اختتم يعقوب حياته، مُعلِنًا وعدًا إلهيًا متجددًا بعودة نسله إلى الأرض التي وُعِد بها الآباء. لكنّ القارئ الفاحص لا يستطيع تجاهل التناقض العميق بين **هذا الوعد المنطوق** وبين **السلوك العملي لنسل يعقوب بعد انتهاء المجاعة**.


### لماذا لم يعد يعقوب ونسله إلى أرض الموعد بعد انتهاء المجاعة؟


بحسب حلم فرعون (تكوين 41)، تستمر المجاعة سبع سنوات. وقد دخل يعقوب إلى مصر في بدايتها، ومعه بنو إسرائيل، وتلقوا ضمانة حماية من يوسف وفرعون. لكن بعد مرور السنوات السبع، وانقضاء الأزمة، لا تظهر في السرد التوراتي **أي محاولة للعودة** إلى كنعان.

**لماذا؟**


هنا تبدأ خيوط المفارقة بالانكشاف:


---


### 1. الأرض المباركة… تُنسى بعد الشبع!


يعقوب لم يوصِ ذريته بالعودة فور انتهاء المجاعة، بل اختار البقاء، والدفن فقط في كنعان – كرمز لا أكثر. بينما يوسف، الحاكم القوي، **لم يُبْدِ أي حنين إلى الأرض التي دُفن فيها أجداده**، بل أوصى بنقل عظامه فقط بعد الخروج الذي سيحدث بعد قرون!


هل كانت **أرض الموعد مجرد ذكرى طقسية؟** أم أن **الواقع السياسي والاقتصادي في مصر كان أقوى من أي التزام عقدي أو إيماني؟**


---


### 2. مقارنة مُفجعة: إسحاق مُنع من دخول مصر… ويعقوب سكن فيها!


في تكوين 26، نقرأ عن إسحاق حين واجه المجاعة:


> «وظهر له الرب وقال: لا تنزل إلى مصر. اسكن في الأرض التي أقول لك. تغرب في هذه الأرض فأكون معك وأباركك» (تك 26:2-3)


هنا **رفضٌ إلهي صريح لنزول إسحاق إلى مصر**. الغربة مسموحة فقط في كنعان، لا في أرض مصر الوثنية.


لكننا في حالة يعقوب، لا نرى أي ظهور إلهي يمنعه. بل نجد وعدًا في بئر سبع يؤكّد ليعقوب:


> «أنا أنزل معك إلى مصر» (تك 46:4)


فهل تغيّر الموقف الإلهي؟ أم أن **الكاتب التوراتي لاحقًا أراد تبرير الاستقرار في مصر بغطاء لاهوتي؟**


---


### 3. يعقوب: بين الكلمات النبوية والواقع البشري


رغم أن يعقوب يكرّر الوعد الإلهي لأبنائه، إلا أن سلوكياته كلها تُظهر العكس:


* لم يَسعَ للعودة.

* لم يُخطّط لها.

* لم يُظهر شوقًا حقيقيًا.

* لم يُربِّ أبناءه على انتظار العودة.


فهل كان نبيًا يُبلغ وعدًا حقيقيًا؟ أم شيخًا عجوزًا يستعيد ذكرياته دون رغبة فعلية في تحقيقها؟


بل إن حياته منذ بدايتها تقوم على المراوغة والخداع، لا الثبات والانتماء:


* خدع أباه إسحاق.

* فرّ من أخيه عيسو.

* خدع خاله لابان.

* وأخيرًا، خدع أبنائه وأُخفي عنه يوسف، ثم سكت عن حبس شمعون، ثم قبل بترك بنيامين فدية دون مقاومة.


فكيف يمكن لقارئ عاقل أن يُسلّمه ناصية "التمسك بالوعد"؟


---


### 4. مصر: أرض بديلة أم أرض خيانة؟


نعم، مصر قدّمت ليعقوب ونسله كل ما لم يجدوه في كنعان:


* حماية.

* رزقًا.

* تكاثرًا.

* مكانة سياسية عبر يوسف.


لكنّ هذا الاستقرار جاء **على حساب الرواية الأصلية للوعد**. فبنو إسرائيل لم يعودوا تلقائيًا بعد المجاعة، بل صاروا أمة هناك، وتحوّلت مصر من ملجأ مؤقت إلى **مهدٍ بديلٍ للهوية**.


وهنا يكمن التناقض الأخطر:


> كيف نُبرر أن شعبًا وُعِد بأرض، يُفضّل أرضًا أخرى بعد أن زالت أسباب الغربة؟

> هل الخروج في زمن موسى جاء لاستعادة وعدٍ تمّ نسيانه عمدًا؟


---


### خلاصة:


يعقوب، بحسب النص التوراتي، **لم يكن نبيًّا يقود أمّة نحو الوعد**، بل رجلًا شاخ في المنفى، واكتفى بالوصايا الرمزية والدفن في أرض الآباء.


فبين إسحاق الذي مُنع من دخول مصر، ويعقوب الذي استقر فيها،

وبين أرضٍ قيل إنها موعودة، وأرضٍ اختيرت لأنها مريحة…

تتشكّل **صورة نبيّ لا يحقق الميعاد، بل يرويه كذكرى دون رجاء.**



الثلاثاء، 24 يونيو 2025

يعقوب والأموريون: أرض بالسيف لم تُذكر في القصة

 



يعقوب والأموريون: أرض بالسيف لم تُذكر في القصة


> **"وأنا قد وهبت لك سهمًا واحدًا فوق إخوتك، أخذته من يد الأموريين بسيفي وقوسي."**

> *(تكوين 48: 22)*


جملة قصيرة في نهاية مشهد البركة، لكنها تطرح سؤالًا كبيرًا:

**متى أخذ يعقوب أرضًا من الأموريين؟ وبأي سيف؟ وبأي قوس؟**


لقد قرأنا سفر التكوين من بدايته حتى هذا الموضع، ولم نجد أي معركة ليعقوب مع الأموريين.

بل على العكس، كان يعقوب طوال السرد **يتجنب القتال**، ويخاف من الاصطدام، بل حتى حين قتل أبناؤه أهل شكيم، غضب عليهم بشدة.


---


## ❗ أين ذُكر هذا السيف وهذه الأرض؟


لا توجد أي رواية صريحة تقول إن يعقوب خاض حربًا ضد الأموريين، ولا أن سيفه أراق دمًا ليرث أرضًا.

إذن، ما سر هذه الآية الغامضة؟

دعونا نطرح عدة تفسيرات ممكنة:


---


### 🔹 1. إشارة رمزية لأرض "شكيم" بعد حادثة دينة


* في تكوين 34، قتل شمعون ولاوي رجال مدينة شكيم بعد اغتصاب أختهم دينة.

* قد تكون الأرض التي سكنوها بعدها "سهمًا" أخذه يعقوب مجازًا، رغم أنه لم يُقاتل بنفسه.

* لكن يعقوب كان غاضبًا من فعلة ولديه، وقال لهم:


> **"كدرتموني بتنجيسي في سكان الأرض."**

> فكيف ينسب لاحقًا هذا العمل لنفسه؟


---


### 🔹 2. تقليد شفهي لم يُسجَّل في النص


ربما كانت هناك قصة تداولها الإسرائيليون شفهيًا عن قتال وقع في حياة يعقوب، لكنها لم تُدوَّن ضمن أسفار موسى الخمسة.

والعبارة هنا في تكوين 48:22 تُحيل إلى **تاريخ مفقود** أو **مُحرّر لاحقًا** لخدمة أغراض لاهوتية.


---


### 🔹 3. تعبير مجازي عن الجهد والتعب


"أخذته بسيفي وقوسي" قد لا تعني حربًا فعلية، بل تشير مجازًا إلى الجهد والمشقة والكد في الاستقرار ونيل الأرض،

كما نقول اليوم: "كسبت هذا بعرق جبيني"، دون أن نقصد حرفيًا العرق.


---


### 🔹 4. إعادة صياغة متأخرة للتاريخ


البعض يرى أن هذه الآية تمثل **إعادة كتابة لاهوتية لاحقة**، تهدف لإضفاء صورة المحارب على يعقوب،

ضمن مشروع أوسع لتحويل الآباء الأولين إلى **مؤسسين للأرض والميراث** بالسيف، وليس فقط بالرؤى والبركات.


---


## 🔍 مشكلة أخلاقية ولاهوتية


هذا النص، في حال أخِذ حرفيًا، يُعطي صورة متناقضة ليعقوب:


* يعقوب الذي هرب من أخيه، وراوغ لابان، وبكى على يوسف، وتوجس من أهل شكيم…

* هو نفسه يعترف أنه أخذ أرضًا بالسيف؟


فهل تغيّر فجأة؟

أم أن الصورة التي تُقدم هنا **أبعد ما تكون عن دقّة السرد؟**


---


## 🟨 الخلاصة:


نحن أمام آية **لا تدعمها القصة، ولا تحكيها الأحداث**.

يعقوب يتحدث عن "أرض من يد الأموريين" لم نره يومًا يُقاتلهم،

ولا نعرف أين وقعت هذه الأرض، ولا متى، ولا كيف.


وربما تبقى هذه العبارة **أثرًا لضياع سردٍ قديم… أو لبناء رمزي هدفه منح يوسف حصة مضاعفة باسم القوة.**


وهكذا تبقى هذه الأرض الغامضة **"سهمًا مفقودًا"** في القصة،

وسيفًا لم يُشهر… لكن قيل إنه فَعَل.


---


هل ترغب أن أُضيف صورة رمزية مرافقة للتدوينة؟

مثلاً:


> **يعقوب شيخ طاعن في السن، يمسك قوسًا بيد مرتجفة، وظله على الأرض يبدو كشخص محارب،

> وفي الخلفية خريطة قديمة غامضة وعليها علامة "الأموريين"… وتحتها عبارة:

> *"أرض بالسيف… لم تُروَ القصة."***


يعقوب أمام فرعون: نبي يشكو أم رجل يتذكّر؟

 


وَرَفَعَ أَبَوَيۡهِ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ وَخَرُّواْ لَهُۥ سُجَّدٗاۖ وَقَالَ يَٰٓأَبَتِ هَٰذَا تَأۡوِيلُ رُءۡيَٰيَ مِن قَبۡلُ قَدۡ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّٗاۖ وَقَدۡ أَحۡسَنَ بِيٓ إِذۡ أَخۡرَجَنِي مِنَ ٱلسِّجۡنِ وَجَآءَ بِكُم مِّنَ ٱلۡبَدۡوِ مِنۢ بَعۡدِ أَن نَّزَغَ ٱلشَّيۡطَٰنُ بَيۡنِي وَبَيۡنَ إِخۡوَتِيٓۚ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٞ لِّمَا يَشَآءُۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡحَكِيمُ


يعقوب أمام فرعون: نبي يشكو أم رجل يتذكّر؟


> "أيام سني غربتي مئة وثلاثون سنة. قليلة وردية كانت أيام سني حياتي، ولم تبلغ إلى أيام سني حياة آبائي في أيام غربتهم."

> *(تكوين 47: 9)*


هكذا تحدّث يعقوب، بطريرك بني إسرائيل، في لقائه الأول مع فرعون.

لكن بدلاً من أن يقدّم نفسه كشيخ حكيم، أو أب مكرّم، فاجأ الملك بكلمات حزينة، كئيبة، تعطي انطباعًا بأن حياته كانت قصيرة، مؤلمة، فاشلة.


وهنا تظهر **عدة مفارقات جوهرية** تستحق التوقف والتحليل.


---


## 🔹 أولاً: هل كانت حياة يعقوب فعلاً "قليلة وردية"؟


هذا الوصف لا يصمد أمام الحقائق التي تقدمها نفس الرواية:


* عاش يعقوب أكثر من 130 سنة، وسيعيش بعدها 17 عامًا أخرى.

* تزوّج أربع نساء، وأنجب 12 ولدًا وبنتًا.

* نال البركة، وتكاثرت غنمه بشكل معجز.

* صارع "الله" أو الملاك، وغلبه، ونال اسم "إسرائيل".

* جاء إلى مصر مكرّمًا، وعاش في "أفضل الأرض" معالًا من يوسف وفرعون.


إذن لماذا يشكو؟ لماذا لا يرى كل هذا المجد والنعمة؟ هل نسي كل شيء فجأة؟

أم أنه يُخفي شيئًا؟


---


## 🔹 ثانيًا: يعقوب لا يجيب عن السؤال... بل يروّج لرواية


سؤال فرعون كان بسيطًا ومباشرًا:


> **"كم هي أيام سني حياتك؟"** *(تكوين 47:8)*


كان يكفي أن يقول:


> *"أنا ابن مئة وثلاثين سنة."*


لكنه لم يفعل.

بدلاً من ذلك قدّم خطابًا دراميًا:


> *"قليلة وردية كانت أيام سني غربتي... ولم تبلغ أيام آبائي..."*


هذا الانزياح عن الجواب المباشر له دلالة كبيرة:


🔸 **يعقوب لا يريد الحديث عن الرقم... بل عن الرواية.**

يريد أن يظهر كشيخ متعب، غريب، حزين، كأنما يحمل وزن خطاياه ومآسيه.


وهذا ليس فقط تعبيرًا عن ألم، بل قد يكون **خطابًا محسوبًا** لكسب تعاطف فرعون، وتبرير وجوده في مصر، بل وتمهيدًا لتثبيت ذريته فيها.


---


## 🔹 ثالثًا: تناقض يعقوب... في قضية بنيامين


قبل لقائه بفرعون، رفض يعقوب مرارًا إرسال بنيامين إلى مصر، رغم أن:


* يوسف طلب رؤيته صراحة.

* شمعون كان محتجزًا.

* الأزمة لا تُحلّ إلا بنزول بنيامين.


وهنا يظهر التناقض الأخلاقي:

**يعقوب كان يمكنه أن ينزل بنفسه من البداية، بدلًا من أن يعرّض ابنه المفضّل للخطر.**


لكنه لم يفعل. ظل في مكانه، وجعل من بنيامين **رهينة لتردده وخوفه.**


→ **فهل يحق له إذًا أن يشكو أمام فرعون؟**


هو نفسه الذي:


* خدع أباه إسحاق.

* هرب من أخيه عيسو.

* خدع خاله لابان.

* وها هو الآن يستخدم حزنه وكِبر سنّه كأداة خطابية.


> 🔴 **الذي "صارع الله وغلبه" لم يجرؤ أن يواجه ألمه الأبوي بشجاعة.**

> فضّل أن يشتكي… على أن يتحرك.


---


## 🔹 رابعًا: هل تعمّد أن يظهر كهلاً محطمًا لكسب أكثر ما يمكن؟


من هذا المنظور، قد نفهم كلماته أمام فرعون كـ **خطة خطابية محسوبة:**


* أن يُظهر نفسه كغريب حزين.

* أن يتحدّث لا عن مجده، بل عن غربته وتعبه.

* وأن يطلب ضمنيًا من فرعون أن يكرمه في ختام حياته.


وبالفعل، جاءت النتيجة فورًا:


> **"فأسكن يوسف أباه وإخوته، وأعطاهم ملكًا في أفضل الأرض، في أرض رعمسيس، كما أمر فرعون. وعال يوسف أباه وإخوته."** *(تكوين 47:11–12)*


👈 إذًا، كلمات يعقوب كانت **أكثر من جواب… كانت أداة تأثير.**


---


## 🟨 الخلاصة:


يعقوب لم يكن فقط رجلًا طاعنًا في السن،

بل كان يُحسن استخدام الحكمة والتأثير والرمز.


سؤال فرعون البسيط عن عمره فتح بابًا ليعقوب ليُقدّم روايته للعالم:


> "أنا غريب، عابر، مثقل، لم تكن حياتي كما تظنون."


لكن الحقيقة التي يعرفها القارئ هي أن **يعقوب لم يكن فقط ضحية… بل كان صانعًا لتاريخه، بكل ما فيه من مكرٍ، ومجد، وتردّد.**

ملحوظة مكثت ذرية يعقوب في مصر 430 سنة





رجس الرعاة: مفارقة يوسف في أرض مصر

 



 رجس الرعاة: مفارقة يوسف في أرض مصر


> **«لأن كل راعي غنم رجس عند المصريين»** (سفر التكوين 46: 34)


عبارة قصيرة، لكنها تثير مفارقة لافتة في قصة يوسف وإخوته، وتدفعنا للتساؤل:

**هل كان الرعاة فعلًا رجسًا في نظر المصريين؟ وهل الرواية التوراتية متسقة مع الواقع التاريخي؟**


في هذا المقال، نعرض مجموعة من التناقضات التي تحيط بهذه العبارة، ونكشف كيف أن الرواية تحمل في طياتها علامات تصنّع، لا تصويرًا موضوعيًا.


---


### 🔹 1. المصريون يحبّون الكباش… فكيف يحتقرون الرعاة؟


الفن المصري القديم يصوّر مشاهد الرعي والماشية بكل فخر. الكبش تحديدًا كان رمزًا للإله آمون، ويُزيِّن مداخل المعابد الكبرى في الكرنك.

فهل يعقل أن يحتقر المصريون من يرعون تلك الحيوانات المقدّسة؟ هذا تناقض ثقافي واضح.


---


### 🔹 2. أرض جاشان الخصبة ليست منفى… بل مطمع


أُسكن إخوة يوسف في "أرض جاشان"، وهي جزء من أرض مصر، وبحسب النص:


> **«في أفضل الأرض، في أرض رعمسيس كما أمر فرعون»** (تكوين 47: 11)


فلم تكن منطقة معزولة أو قاحلة، بل خصبة وقريبة من مركز الحكم. فهل يُعقل أن يُسكن فيها "رجس"؟


---


### 🔹 3. يوسف صاحب النفوذ… هل يعجز عن إعطائهم مكانة أفضل؟


يوسف لم يكن شخصًا عاديًا، بل صاحب سلطة شبه مطلقة. بل إن فرعون نفسه قال له:


> **«وإن علمت أن فيهم ذوي قدرة، فاجعلهم رؤساء مواش على التي لي»** (تكوين 47: 6)


فإذا كانوا رعاة محتقرين، فلماذا يُولّيهم فرعون الإشراف على ممتلكاته؟ أليس هذا اعترافًا بمكانتهم وجدارتهم؟


---


### 🔹 4. إخوة يوسف أغنياء… فلماذا يعملون أصلًا؟


الرواية تؤكد أن يوسف لم يُسكنهم فقط، بل:


> **«أعطاهم ملكًا… وعال يوسف أباه وإخوته وكل بيت أبيه بطعام على حسب الأولاد»** (تكوين 47: 12)


هم ضيوف مكرّمون، معالون من يوسف مباشرة، فلماذا يُصوَّرون كمضطرين للعمل في مهنة محتقرة؟


---


### 🔹 5. عبارة "رجس" تكشف أيديولوجيا كاتب متأخر


القول إن الرعاة "رجس" لا يعكس الواقع المصري، بل يبدو أنه **وجهة نظر كاتب لاحق**، أراد:


* تبرير عزلة بني إسرائيل في مصر.

* التمهيد لمشاعر الاضطهاد والانفصال.

* تصوير المصريين كقوم لا ينسجمون مع "طهارة" بني إسرائيل.

وجهة نظر تحليلية 


من خلال تتبع تصرفات يوسف في مصر، يبدو أنه كان يتصرف بحكمة حذرة، واضعًا في اعتباره ما حدث في الماضي.
لقد عرف إخوته عن قرب، وذَاق بنفسه مرارة غيرتهم حين ألقوه في البئر بسبب قميص يفضّله أبوه، فكيف لو رأوه اليوم في قصر ملكي، متزوجًا من كريمة الكهنة، وله أبناء في البلاط المصري؟
يوسف لم يُقصِهم عن كرم العيش، لكنه أبعدهم عن مركز حياته الجديدة، وكأنما أراد أن يحميهم – ويحمي نفسه – من تكرار مشاعر الحسد القديمة في ثوبٍ جديد.
لقد أعطاهم أرضًا جيدة، واستقلالًا مريحًا، لكنه لم يدمجهم في طبقته الجديدة، لا قسوةً ولا ترفّعًا، بل حرصًا على بقاء المحبة بعد أن عادت.

يوسف... من حافظ على المسافة بدقة
حين رأى يعقوب ولدي يوسف، سأله: "من هذان؟"، وكأنهما غريبان عنه رغم كل ما جرى.
لم يكن ذلك لأن يعقوب أعمى فقط، بل لأن يوسف لم يدمج أولاده في حياة أبيه وإخوته.
لقد حافظ على مسافة محسوبة بين عائلته الملكية المصرية، وبين عائلة أبيه الرعوية.
لم يكن ذلك من قسوة… بل من ذكاء بالغ.
يوسف يعرف تمامًا كيف تُشعل الفوارق الطبقية نار الحسد، وقد ذاقها بنفسه.
لذلك، اختار أن يُبقي كل دائرة في مكانها، ويمنح كل طرف كرامته من غير تصادم.

---



### 🟨 خاتمة


الرواية التوراتية هنا لا تنقل لنا تاريخًا دقيقًا، بل خطابًا أيديولوجيًا محمّلًا بالرموز والعوازل النفسية.

الاحتقار المزعوم للرعاة يتناقض مع التاريخ المصري، ومع كرم فرعون، ومع مكانة يوسف، ومع الغنى الذي عاشه إخوته.


فهل نحن أمام قصة حقيقية؟ أم أمام **حبكة أدبية تهدف للعزل والتمهيد للاضطهاد**؟



الاثنين، 23 يونيو 2025

خطأ عددي واضح في سفر التكوين: لماذا 33 بدلًا من 32؟

 


خطأ عددي واضح في سفر التكوين: لماذا 33 بدلًا من 32؟


في (سفر التكوين 46:15) نقرأ العبارة التالية:


> "هؤلاء بنو ليئة الذين ولدتهم ليعقوب في فدان أرام، مع دينة ابنته. جميع نفوس بنيه وبناته ثلاث وثلاثون."


هذه الآية تطرح إشكالًا عدديًا صارخًا. فحين نراجع الأسماء المذكورة في الآيات السابقة، ونحاول إحصاء "بنيه وبناته"، نجد أن الرقم لا يتطابق مع العدد المذكور.


### المعطيات:


* أبناء ليئة من يعقوب: **رأوبين، شمعون، لاوي، يهوذا، يساكر، زبولون** = 6 أبناء.

* دينة: **ابنة واحدة**.


> المجموع: **7 أبناء وبنات مباشرين**.


لكن النص يذكر أن "جميع نفوس بنيه وبناته" كانوا **33 شخصًا**.


### التناقض:


من الواضح أن العدد يشمل **أحفاد الأبناء** أيضًا، كما يلي:


* رأوبين: 4 أبناء

* شمعون: 6 أبناء

* لاوي: 3 أبناء

* يهوذا: 5 (منهم 2 حفيدان)

* يساكر: 4 أبناء

* زبولون: 3 أبناء


> مجموع الأحفاد = 25


وعند جمعهم مع الأبناء الستة ودينة:


* 25 (أحفاد) + 6 (أبناء مباشرين) + 1 (دينة) = **32 شخصًا**


لكن الآية تقول: **33**. فمن أين جاء الرقم الزائد؟


### الاحتمالات:


1. **خطأ حسابي أو نسخي** في التقاليد التوراتية.

2. أو أن أحد الأشخاص لم يُذكر اسمه في السرد، وتم احتسابه ضمن العدد.

3. أو أن تعبير "بنيه وبناته" استُخدم بشكل غير دقيق ليشمل الأحفاد، وهو **مخالف للمعنى اللغوي الواضح** في العبرية والعربية.


### الدلالة:


يبدو أن هناك ميلًا في بعض مواضع النص التوراتي إلى **تضخيم رمزي للأعداد** لأهداف لاهوتية أو تنظيمية، أكثر من الحرص على الدقة الإحصائية.


ويضاف إلى ذلك أن "العدديّة الرمزية" كثيرًا ما تُستخدم في الأسفار القديمة (مثل رقم 12، 70، 40)، ما يعزز فرضية **وجود مقاصد غير سردية** في مثل هذه المواضع.


### خاتمة:


ما بين الأسماء المذكورة والعدد المُعلن، يظهر التناقض بوضوح.

فإذا كانت "نفوس بنيه وبناته" هم نسله المباشر، فهم 7.

وإذا أُدرج الأحفاد، فالمجموع 32 فقط.

فمن هو الشخص 33؟ ولماذا لم يُذكر اسمه؟


إنه سؤال يكشف كيف أن **سرديات الأنساب في التوراة تخضع أحيانًا لاعتبارات أخرى** غير التوثيق الدقيق، ويستحق الوقوف عنده ضمن قراءة نقدية متأنية.