الأربعاء، 20 أغسطس 2025

٥ - اليوم الخامس للخلق: الماء والحياة بين التوراة والأناجيل الصامتة والقرآن

 



 اليوم الخامس: من الماء فاضت الحياة



في هذه الحلقة الجديدة من "نصوص تحت المجهر"، نقترب أكثر من لحظة فارقة في قصة الخلق كما تصورها التوراة: اليوم الخامس. يوم فاضت فيه المياه بكائنات حية، وملأت الطيور الفضاء، وهو ما يطرح تساؤلات عميقة حول ترتيب الخلق، ومصدر الحياة، وارتباطها بالماء. فهل تتطابق هذه الصورة مع القرآن؟ وهل تطرقت الأناجيل لهذه المرحلة؟


---


**أولًا: رواية التوراة – سفر التكوين (الإصحاح الأول: 20-23):**


> "وقال الله: لتفضِ المياه زحافاتٍ ذات نفس حيّة، وليطر طير فوق الأرض على وجه جلد السماء. فخلق الله التنانين العظام، وكل ذوات الأنفس الحية الدبابة التي فاضت بها المياه كأجناسها، وكل طائر ذي جناح كجنسه. ورأى الله ذلك أنه حسن. وباركها الله قائلًا: أثمري واكثري واملإي المياه في البحار، وليكثر الطير على الأرض. وكان مساءٌ وكان صباحٌ: يومٌ خامس."


🔹 وفق هذا النص، يختص اليوم الخامس بخلق:


* الكائنات البحرية بجميع أنواعها.

* الطيور التي تطير فوق الأرض.

* التنانين العظام، وهي مخلوقات غامضة يرد ذكرها في التوراة دون توضيح طبيعتها بدقة.


🌀 **ملاحظة حول التنانين العظام:**

كلمة "التنانين" (بالعبرية: תנינים) تُستخدم في العهد القديم أحيانًا للإشارة إلى مخلوقات بحرية ضخمة، وقد تكون رمزية أو أسطورية أو تشير لحيوانات منقرضة كالزواحف البحرية. ويثير هذا تساؤلات حول ما إذا كان النص يتحدث عن مخلوقات حقيقية أم مجازية.


ويلاحظ أيضًا أن الكائنات البرية (كالزواحف والبهائم) لم تُخلق بعد، بل ستأتي في اليوم السادس.


---


**ثانيًا: الملاحظات على النص التوراتي:**


* يعيد النص استخدام عبارة "كأجناسها"، وهي لا تشير إلى الذكر والأنثى، بل إلى تنوع الأنواع.

* النص لا يُظهر علاقة مباشرة بين الماء ونشأة الحياة، رغم أن الكائنات خرجت من الماء.

* لا يُذكر أي تفصيل علمي عن آلية نشوء الحياة في الماء أو الهواء، أو كيف فاضت المياه بها.


---


**ثالثًا: القرآن الكريم – الماء أصل الحياة:**


❶ في مقابل الرواية التوراتية، يركز القرآن بشدة على عنصر الماء كمصدر لكل الكائنات الحية:


وَٱللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَآبَّةٖ مِّن مَّآءٖۖ فَمِنۡهُم مَّن يَمۡشِي عَلَىٰ بَطۡنِهِۦ وَمِنۡهُم مَّن يَمۡشِي عَلَىٰ رِجۡلَيۡنِ وَمِنۡهُم مَّن يَمۡشِي عَلَىٰٓ أَرۡبَعٖۚ يَخۡلُقُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ النور 45

> "وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ" \[الأنبياء: 30]



🔍 يشير النص القرآني بوضوح إلى أن **الماء هو البذرة الأولى للحياة**، سواء للكائنات البرية أو البحرية أو الطائرة.


---


**رابعًا: التوراة لا تميّز بين أنواع البحار، بينما القرآن يميّز:**


في النص التوراتي، يُذكر أن المياه فاضت بمخلوقات، دون تمييز بين أنواع المياه.اللغة في سفر التكوين هي وصفية وليس تفسيرية


لكن القرآن يُفرّق بين:


* الماء العذب والمالح.

بل أن كمية المياه محسوبة لتوزيع الحرارة علي الكون وتجمع السحب

وَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءَۢ بِقَدَرٖ فَأَسۡكَنَّٰهُ فِي ٱلۡأَرۡضِۖ  - المؤمنون 18

* البحار المنفصلة ببرزخ لا يُرى:


> "مَرَجَ ٱلْبَحْرَيْنِ هَٰذَا عَذْبٞ فُرَاتٞ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٞ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٗا..." \[الفرقان: 53]

> "وَمَا يَسۡتَوِي ٱلْبَحْرَانِ هَٰذَا عَذْبٞ فُرَاتٞ سَآئِغٞ شَرَابُهُۥ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٞ..." \[فاطر: 12]


---

لكن المفارقة تبدأ هنا...

في سفر التكوين، كان اليوم الخامس هو أول يوم يظهر فيه "البركة" من الله:

"وباركها الله قائلًا: اثمري واكثري واملئي المياه في البحار، وليكثر الطير على الأرض."
(تكوين 1: 22)

هذه هي البركة الأولى في الكتاب، وجاءت للكائنات التي لا تمشي على الأرض، بل تسبح وتطير.

فلماذا لم تسبقها بركة للنباتات في اليوم الثالث؟
هل البركة هنا مرتبطة بالحركة؟ 

في المقابل، نجد في القرآن أن البركة ارتبطت بـ "الأرض" لا بـ"الكائنات":

"وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدّر فيها أقواتها..."
(فصلت 10)

فالبركة في النص القرآني جاءت للأرض نفسها، بينما في التوراة نُقلت مباشرة إلى الكائنات الحية في اليوم الخامس

**خامسًا: غياب الرواية البيئية في الأناجيل:**


كما في الحلقات السابقة، لا نجد في الأناجيل الأربعة أي إشارة إلى قصة خلق الطيور أو الكائنات البحرية، أو لدور الماء في الحياة.


---




**النتيجة المقارنة:**





---


**الخاتمة:**


في اليوم الخامس من رواية التوراة، 7 اليوم الخامس كشف عن أمرين:

  • ظهور أول حياة متحركة.

  • وأول بركة.

نرى بداية خلق الكائنات الحية في الماء والسماء، بما في ذلك مخلوقات غامضة مثل التنانين العظام، ولكن دون شرح لآليات الحياة أو ارتباطها بالماء.


أما القرآن، فلا يذكر ترتيبًا يوميًّا، لكنه يُقدّم تصورًا علميًا وبيئيًا بالغ الدقة عن الحياة، يُظهر أن الماء هو أصل الخلق، وأن الحياة تبدأ من قطرة مطر، وتهتز لها الأرض.

أما في الأناجيل فموضوع اليوم غائب تماما "الغياب سببه تركيز الأناجيل على السيرة والخلاص وليس على الخلق الكوني."

**تأمل كيف تتحول الأرض الصامتة إلى كائن نابض، حين تمسها نعمة الماء...**



---

# **Episode 5 – The Fifth Day: Life Overflowed from Water**

In this new episode of *“Texts Under the Microscope”*, we move closer to a pivotal moment in the story of creation as described in the Torah: the fifth day.
A day when waters teemed with living creatures, and birds filled the sky.
This raises profound questions about the order of creation, the source of life, and its intimate connection with water.
Do these images align with the Qur’an? And do the Gospels mention this stage at all?

---

### **1. The Torah Narrative – Genesis 1:20-23**

> *“And God said, Let the waters bring forth abundantly the moving creature that hath life, and fowl that may fly above the earth in the open firmament of heaven.
> And God created great sea-monsters, and every living creature that moveth, which the waters brought forth abundantly, after their kind, and every winged fowl after its kind.
> And God saw that it was good.
> And God blessed them, saying: Be fruitful, and multiply, and fill the waters in the seas, and let fowl multiply in the earth.
> And there was evening and there was morning, a fifth day.”*

🔹 According to this text, the fifth day is marked by the creation of:

* All sea creatures.
* Birds flying above the earth.
* The *great sea-monsters* (“תנינים” *tanninim* in Hebrew), mysterious beings whose nature is left undefined.

🌀 **Note on the “Great Sea-Monsters”:**
The Hebrew word *תנינים* (*tanninim*) is used elsewhere in the Old Testament for giant sea creatures, sometimes symbolic, sometimes mythological, possibly pointing to extinct marine reptiles.

It is also noteworthy that land creatures (beasts, cattle, creeping things) are not created yet — they come on the sixth day.

---

### **2. Observations on the Torah Text**

* The repeated phrase *“after their kind”* emphasizes diversity of species, not male and female.
* The text does not connect water directly to the *origin* of life, though the creatures emerge from it.
* No scientific detail is offered on *how* life teemed in water or air.

---

### **3. The Qur’an – Water as the Origin of Life**

In contrast, the Qur’an strongly emphasizes water as the seed of all living beings:

> **"وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِّن مَّاءٍۖ فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِۦ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰٓ أَرْبَعٍۚ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٞ"**
> (*An-Nur 45*)

> **"وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ"**
> (*Al-Anbiya 30*)

🔍 Here, water is the *fundamental origin of all forms of life* — land, sea, and air alike.

---

### **4. The Torah Does Not Differentiate Between Waters, While the Qur’an Does**

In Genesis, the waters teem with creatures, but no distinction is made between types of waters. The description is simple and narrative.

But the Qur’an distinguishes clearly:

* Fresh water and salty water.
* The measured descent of rain for balance.

> **"وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءًۢ بِقَدَرٖ فَأَسْكَنَّٰهُ فِي ٱلۡأَرۡضِ"**
> (*Al-Mu’minun 18*)

> **"مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَٰذَا عَذْبٞ فُرَاتٞ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٞ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٗا..."**
> (*Al-Furqan 53*)

> **"وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَٰذَا عَذْبٞ فُرَاتٞ سَائِغٞ شَرَابُهُۥ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٞ..."**
> (*Fatir 12*)

---

### **5. The First Blessing in the Torah vs. the Qur’an**

A striking note:
In Genesis, the *first blessing* from God is on the fifth day — but not upon humans or plants, rather upon fish and birds:

> *“And God blessed them, saying: Be fruitful and multiply…”*
> (Genesis 1:22)

Why were plants (created on day three) not blessed? Is blessing tied to *movement*?

In the Qur’an, however, the blessing is upon the *earth* itself:

> **"وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقْوَاتَهَا…"**
> (*Fussilat 10*)

Thus, in Torah the blessing is given directly to living beings on day five, while in Qur’an it is given to the earth as a foundation for all life.

---

### **6. Absence in the Gospels**

As in previous episodes: the four Gospels are entirely silent about creation stages, birds, fish, or water as the source of life.

---



# פרק 5 – היום החמישי: מן המים פרצה החיים

בפרק חדש זה של "כתבים תחת זכוכית מגדלת" אנו מתקרבים לרגע מכריע בסיפור הבריאה כפי שהוא מתואר בתורה: היום החמישי.
יום שבו המים שפעו יצורים חיים, והעופות מלאו את הרקיע.
שאלות רבות מתעוררות: מה מקור החיים? מה תפקיד המים? וכיצד זה עומד בהשוואה לקוראן? האם הבשורות מזכירות שלב זה כלל?

---

### 1. סיפור התורה – בראשית א: כ–כג

ויאמר אלוהים, ישרצו המים שרץ נפש חיה, ועוף יעופף על הארץ, על פני רקיע השמים.
ויברא אלוהים, את התנינים הגדלים, ואת כל נפש החיה הרמשת, אשר שרצו המים למיניהם; ואת כל עוף כנף למינהו.
וירא אלוהים כי טוב.
ויברך אותם אלוהים לאמר, פרו ורבו, ומלאו את המים בימים; והעוף ירב בארץ.
ויהי ערב ויהי בקר, יום חמישי.

🔹 לפי טקסט זה, היום החמישי מיוחד בבריאת:

* כל יצורי הים.
* העופות בשמים.
* התנינים הגדולים – ישויות מסתוריות, אולי מיתולוגיות או נכחדות.

🌀 הערה על התנינים: המילה תנינים במקרא מתייחסת לעיתים למפלצות ים ענקיות, ייתכן כסמל, ייתכן כזוחלים קדומים.

---

### 2. הערות על הטקסט

* החזרה על הביטוי "למיניהם" מדגישה ריבוי מינים, לא זכר ונקבה.
* אין חיבור ישיר בין המים לבין מקור החיים עצמו.
* אין פירוט על מנגנון היווצרות החיים.


### 3. הקוראן – המים הם מקור כל חי

בניגוד לכך, הקוראן מדגיש כי המים הם מקור ראשוני של החיים:

"والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير" (النور 45)

"وجعلنا من الماء كل شيء حي" (الأنبياء 30)

🔍 כאן המים הם הזרע הראשון של כל החיים – ביבשה, בים ובאוויר.


### 4. התורה – מים כללים; הקוראן – מים מובחנים

בספר בראשית נאמר רק כי המים שרצו יצורים, בלי הבחנה.

לעומת זאת הקוראן מדגיש:

* מים מתוקים ומים מלוחים.
* גשם מדוד לפי צורך האדמה.

"وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكنّاه في الأرض" (المؤمنون 18)

"مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا" (الفرقان 53)

"وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج" (فاطر 12)


### 5. הברכה הראשונה – בתורה ובקוראן

בספר בראשית, הברכה האלוהית הראשונה מופיעה ביום החמישי – על הדגים והעופות:

"ויברך אותם אלוהים לאמר, פרו ורבו" (בראשית א:כב)

מדוע לא ניתנה ברכה לצמחים ביום השלישי? האם הברכה קשורה לתנועה?

לעומת זאת בקוראן הברכה ניתנת לארץ עצמה:

"وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدّر فيها أقواتها" (فصلت 10)

---

### 6. היעדר בבשורות

כמו בפרקים הקודמים – ארבעת הבשורות אינן מזכירות כלל את שלב בריאת הדגים, העופות או את המים כמקור החיים.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مرحبا بكم