السبت، 16 أغسطس 2025

٤ - الشمس والقمر بين التوراة والانجيل والقرآن: أسئلة المنطق وإجابات العلم!"

 


**عنوان الحلقة الرابعة:** اليوم الرابع: من أين جاء النور قبل  الشمس؟


**الافتتاحية:**


في هذه الحلقة من سلسلة "نصوص تحت المجهر"، ننتقل إلى اليوم الرابع من رواية الخلق كما ورد في التوراة، حيث تظهر الشمس والقمر والنجوم لأول مرة. وهنا يثور سؤال منطقي وعلمي عميق: **إذا كانت الشمس قد خُلقت في اليوم الرابع، فما مصدر النور في الأيام الثلاثة الأولى؟** وهل يقدّم القرآن رواية أكثر اتساقًا؟ وماذا عن الأناجيل؟


---


**أولًا: رواية التوراة – سفر التكوين (الإصحاح الأول: 14-19):**


> وقال الله: «لتكن أنوارٌ في جلد السماء لتفصل بين النهار والليل، وتكون لآياتٍ وأوقاتٍ وأيامٍ وسنين. وتكون أنوارًا في جلد السماء لتنير على الأرض». وكان كذلك. فعمل الله النورين العظيمين: النور الأكبر لحُكم النهار، والنور الأصغر لحُكم الليل، والنجوم. وجعلها الله في جلد السماء لتنير على الأرض، ولتحكم على النهار والليل، ولتفصل بين النور والظلمة. ورأى الله ذلك أنه حسن. وكان مساءٌ وكان صباحٌ: يومٌ رابع.


* وفق هذا النص: الشمس والقمر والنجوم لم تُخلق إلا في اليوم الرابع.

* لكن في اليوم الأول قال: "ليكن نورٌ، فكان نورٌ"، أي أن النور كان موجودًا قبل الشمس.


**❖ ملاحظة منطقية هامة:**


نص التوراة يقول إن الشمس والقمر والنجوم خُلقت في اليوم الرابع لتفصل بين النور والظلمة وتحدد الأوقات. لكن الفصل بين النور والظلمة قد حدث بالفعل في اليوم الأول:


> "فصل الله بين النور والظلمة، ودعا النور نهارًا، والظلمة دعاها ليلًا."


✴️ إذن، نُسِبت وظيفة لأجرام سماوية قبل أن تُخلق، وهو ما يُضعف التناسق الزمني داخل الرواية التوراتية.


---


**ثانيًا: هل يكفي التفسير لحل التناقض؟**


قد حاول بعض مفسري اليهود، مثل راشي، تفسير هذه الإشكالية بالقول إن النور الأول كان "نورًا خاصًا"، خلقه الله في البداية ثم خزنه للصالحين في الآخرة. يُسمى هذا النور في التراث اليهودي "النور المخزون" (האור הגנוז).


وذهب آخرون إلى أن هذا النور لم يكن فيزيائيًا، بل نورًا معنويًا أو روحيًا، أو أن الفصل بين النور والظلمة كان رمزيًا، لا فيزيائيًا.


ولكن كل هذه المحاولات جاءت بعد قرون من كتابة النص، ولا تنبع من النص ذاته. بل تُعد تأويلًا متأخرًا لإنقاذ النص من التناقض الظاهر.


👉 المقارنة المنصفة يجب أن تكون بين **النصوص نفسها**، لا بين النص وتأويل لاحق يحاول إنقاذه.


---


**ثالثًا: التوراة تحصر وظيفة الأجرام السماوية – والقرآن يوسّعها:**


التوراة حصرت دور الشمس والقمر والنجوم في وظائف محدودة:


* الفصل بين النهار والليل.

* تحديد الآيات والمواسم والأيام والسنين.

* إنارة الأرض.


❗لم تُذكر أي وظائف فيزيائية أو حياتية أو جمالية لهذه الأجرام.


أما القرآن، فقد قدّم منظورًا أوسع وأدق لوظائفها:


* **الشمس:** مصدر ضياء (ضوء وحرارة) مهم للحياة.

* **القمر:** نور بارد يعين في ضبط الزمن.

* **النجوم:** لها ثلاث وظائف على الأقل:


  * زينة للسماء: "وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ" \[الملك: 5]

  * علامات للملاحة: "وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ" \[النحل: 16]

  * أدوات دفاعية: "وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ" \[الملك: 5]


🔍 هذا التوسّع في الوظائف يُظهر أن القرآن يقدم نظرة كونية شاملة، تتجاوز الحصر الزمني إلى الوظيفة الكونية.


💡 ومن اللافت أيضًا أن القرآن يُفرّق بين الكواكب والنجوم، وهي دقة لم ترد في التوراة:


> "إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ **الْكَوَاكِبِ**" \[الصافات: 6]،


> "وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ" \[النحل: 16].


* فالنجوم = أجسام مشتعلة (مصدر للضوء).

* الكواكب = أجرام غير مضيئة بذاتها (تعكس الضوء)، وهو ما يتفق مع التصنيف العلمي الحديث.


---


**رابعًا: القرآن الكريم – منهج مختلف ومصطلحات أدق:**


القرآن لا يذكر أيام الخلق بهذا التفصيل، لكنه يذكر **وظائف الشمس والقمر** بلغة علمية عميقة:


> "هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ ٱلشَّمْسَ ضِيَآءٗ وَٱلْقَمَرَ نُورٗا، وَقَدَّرَهُۥ مَنَازِلَ لِتَعۡلَمُواْ دقةَ حركتهِ ومراحلهِ المختلفة، وبالتالي تستدلوا بها على عددِ ٱلسِّنِينَ وَٱلۡحِسَابَ..." \[يونس: 5]


* الشمس = **ضياء** (أي: ضوء + حرارة).

* القمر = **نور** (أي: ضوء منعكس بلا حرارة).


وهذه الدقة تتماشى مع العلم الحديث، حيث الحرارة ضرورية لحياة النبات، ولضبط الإيقاع الحيوي للكائنات الحية.


> "وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلۡقَمَرَ كُلّٞ يَجۡرِي لِأَجَلٖ مُّسَمّٗى..." \[لقمان: 29]


* لم يُذكر أن القمر يحكم الليل ولا الشمس تحكم النهار، بل أنهما مخلوقان يجريان بنظام كوني دقيق.


> "وَجَعَلۡنَا ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ ءَايَتَيۡنِ فَمَحَوۡنَآ ءَايَةَ ٱللَّيْلِ وَجَعَلْنَآ ءَايَةَ ٱلنَّهَارِ مُبْصِرَةً..." \[الإسراء: 12]


* يُفهم من هذا أن **النهار ذاته آية مبصرة**، أي أن الإضاءة ناتجة عن الشمس بشكل مباشر.


**ولا يوجد أي ذكر في القرآن لنورٍ سابق على الشمس.**


---


**خامسًا: غياب الرواية الكونية في الأناجيل:**


كما في الحلقات السابقة، الأناجيل لا تذكر شيئًا عن ترتيب الخلق، ولا عن الشمس أو القمر، بل تبدأ من قصة المسيح أو يوحنا.


---


**النتيجة المقارنة:**


| العنصر                       | التوراة   | القرآن         | الأناجيل        |

| ---------------------------- | --------- | -------------- | --------------- |

| الشمس مخلوقة في اليوم الرابع | ✅ نعم     | ❌ لا تحديد يوم | ❌ لا توجد رواية |

| النور قبل الشمس              | ✅ نعم     | ❌ لا ذكر له    | ❌               |

| الفرق بين ضياء ونور          | ❌ لا      | ✅ نعم          | ❌               |

| وظيفة النجوم                 | ❌ لا تذكر | ✅ مفصلة        | ❌               |

| تحديد الزمن والفصول          | ✅ نعم     | ✅ نعم          | ❌               |

| التفريق بين الكواكب والنجوم  | ❌ لا      | ✅ نعم          | ❌               |


---


**الخاتمة:**


في اليوم الرابع من التوراة، نجد تناقضًا واضحًا بين وجود نور قبل الشمس، دون توضيح كافٍ. بينما يُقدّم القرآن وصفًا متسقًا علميًّا: الشمس مصدر للضياء (الضوء والحرارة)، القمر نور، والنجوم أدوات هداية وزينة، دون تضارب في الترتيب.


القرآن لا يكتفي بسرد الخلق… بل يشرح وظائف الكون بلغة يفهمها العلم والعقل معًا.


**فتأمل.**


---

### ترجمة إنجليزية:

**Episode Title:** Day Four: Where Did the Light Come From Before the Sun?

**Introduction:**

In this episode of "Texts Under the Microscope", we move to the fourth day of the creation narrative in the Torah, where the sun, moon, and stars appear for the first time. A deep logical and scientific question arises: *If the sun was created on the fourth day, what was the source of light during the first three days?* Does the Qur’an offer a more coherent account? And what about the Gospels?

**Torah Narrative – Genesis 1:14-19:**

God said: “Let there be lights in the expanse of the heavens to separate day from night, and let them be for signs and seasons and days and years. Let them be lights in the expanse of the heavens to give light upon the earth.” And it was so. God made the two great lights—the greater light to rule the day and the lesser light to rule the night—and the stars. And God set them in the expanse of the heavens to give light on the earth, to rule over the day and over the night, and to separate the light from the darkness. God saw that it was good. And there was evening and there was morning—the fourth day.

* According to this, the sun, moon, and stars were not created until day four.
* But on the first day, God said: “Let there be light,” and there was light.

**Key Logical Note:**

The Torah says the celestial bodies were made to separate light from darkness and to define time—but that separation had already occurred on day one.

→ This assigns a function to objects before they were even created, raising concerns about internal consistency.

**Is Interpretation Enough to Resolve It?**

Some Jewish commentators, like Rashi, suggested that the first light was a "special light" (or ha'or hagenuz), created by God and reserved for the righteous in the afterlife. Others say it was symbolic or spiritual.

These interpretations are later additions, not found in the original text—thus an attempt to rescue it from contradiction.

A fair comparison must be between **original texts**, not their evolving interpretations.

**Torah vs Qur’an – The Functions of Celestial Bodies:**

The Torah assigns limited roles:

* Separation of day and night.
* Time measurement.
* Lighting the earth.

The Qur’an, however, presents broader and more precise roles:

* The **sun**: a source of light and heat (diyaa’).
* The **moon**: a reflected light (noor), helpful for tracking time.
* The **stars**: serve at least three functions:

  * Beauty of the sky.
  * Navigational markers.
  * Instruments against devils.

Moreover, the Qur’an distinguishes between stars (self-luminous) and planets (reflective), aligning with modern astronomy.

**The Qur’anic Approach: Scientific and Semantic Precision**

The Qur’an does not detail the days of creation like the Torah but emphasizes function:

> "He made the sun a radiance and the moon a light..." \[Yunus: 5]

> "Each flows for an appointed term..." \[Luqman: 29]

> "We made the night and day two signs..." \[Isra’: 12]

No mention of a pre-sun light exists in the Qur’an.

**Absence of Cosmological Account in the Gospels**

As in previous episodes, the Gospels start with Jesus or John—not with the creation.

**Comparison Summary:**

| Element                         | Torah | Qur’an       | Gospels       |
| ------------------------------- | ----- | ------------ | ------------- |
| Sun on day four                 | ✅ Yes | ❌ Not stated | ❌ Not present |
| Light before sun                | ✅ Yes | ❌ No         | ❌             |
| Distinction between light types | ❌ No  | ✅ Yes        | ❌             |
| Star functions detailed         | ❌ No  | ✅ Yes        | ❌             |
| Time calculation                | ✅ Yes | ✅ Yes        | ❌             |
| Star vs planet distinction      | ❌ No  | ✅ Yes        | ❌             |

**Conclusion:**

The Torah presents light before the sun without explanation, while the Qur’an offers a coherent scientific perspective: the sun as the source of heat and light, the moon as reflective, and the stars with functional roles—without conflict in the timeline.

---

### תרגום לעברית (Hebrew Translation):

**כותרת הפרק:** היום הרביעי: מאין הגיע האור לפני השמש?

**פתיח:**

בפרק זה של הסדרה "טקסטים תחת המיקרוסקופ", אנו עוברים ליום הרביעי בסיפור הבריאה שבתורה, בו מופיעים לראשונה השמש, הירח והכוכבים. עולה כאן שאלה מדעית ולוגית עמוקה: *אם השמש נבראה ביום הרביעי – מה היה מקור האור בשלושת הימים הראשונים?* האם הקוראן מציג סיפור עקבי יותר? ומה עם הברית החדשה?

**התיאור בתורה – בראשית א':14–19:**

"וַיֹּאמֶר אֱלֹהִים: יְהִי מְאֹרוֹת בִּרְקִיעַ הַשָּׁמַיִם... וַיַּעַשׂ אֱלֹהִים אֶת שְׁנֵי הַמְּאֹרוֹת הַגְּדֹלִים... וְאֵת הַכּוֹכָבִים..."

* לפי הטקסט – השמש, הירח והכוכבים נבראו רק ביום הרביעי.
* אך כבר ביום הראשון נאמר: "יְהִי אוֹר, וַיְהִי אוֹר".

**הערה לוגית חשובה:**

התורה טוענת שהמאורות נועדו להבדיל בין אור לחושך, אך ההבדלה כבר נעשתה ביום הראשון. כלומר, שויך תפקיד לגופים שטרם נבראו – דבר הפוגע בעקביות הכרונולוגית של הסיפור.

**האם פרשנות מספקת?**

פרשנים יהודים, כמו רש"י, טענו שהאור הראשון היה "אור גנוז" שהוכן לצדיקים לעתיד. אחרים ראו בו אור סמלי או רוחני. אך כל אלו אינם טקסטואלים – אלא ניסיונות מאוחרים לפתור סתירה.

**השוואת תפקידי המאורות:**

בתורה:

* הבחנה בין יום ולילה
* קביעת זמנים
* הארה כללית

בקוראן:

* השמש – מקור של אור וחום (ضياء)
* הירח – אור מוחזר (نور)
* הכוכבים – לקישוט, ניווט, והגנה מפני שדים

הקוראן גם מבחין בין כוכבים (גופים בוערים) לכוכבי לכת (מחזירי אור) – דבר המתיישב עם מדע מודרני.

**הגישה הקוראנית: מדויקת מדעית ולשונית**

> "הוא אשר עשה את השמש לזרוח ואת הירח לאור..." \[יונס: 5]

> "ושני המאורות נעים לפי סדר קבוע..." \[לוקמאן: 29]

> "ועשינו את הלילה והיום לאותות..." \[الإسراء: 12]

הקוראן אינו מציין אור קודם לשמש.

**הברית החדשה – אין תיאור קוסמולוגי**

כמו בפרקים הקודמים – הברית החדשה מתחילה בישוע או יוחנן, לא בסיפור בריאה.

**סיכום השוואתי:**

| מרכיב                  | תורה | קוראן      | ברית חדשה  |
| ---------------------- | ---- | ---------- | ---------- |
| שמש ביום הרביעי        | ✅ כן | ❌ לא מצוין | ❌ לא מופיע |
| אור לפני השמש          | ✅ כן | ❌ לא מוזכר | ❌          |
| הבחנה בין סוגי אור     | ❌ לא | ✅ כן       | ❌          |
| תפקידי כוכבים          | ❌ לא | ✅ כן       | ❌          |
| חישוב זמן              | ✅ כן | ✅ כן       | ❌          |
| הבחנה כוכבים/כוכבי לכת | ❌ לא | ✅ כן       | ❌          |

**סיום:**

התורה מציגה אור קודם לשמש, אך ללא הסבר ברור. הקוראן, לעומת זאת, מציע תיאור מדויק והרמוני – שמש כמקור אור וחום, ירח כמחזיר אור, וכוכבים בעלי תפקידי יופי, ניווט והגנה – ללא סתירה בטיימליין.

---


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مرحبا بكم