الثلاثاء، 30 أغسطس 2011

غضبك يؤذيني

رساله جميله وبليغه من صديق لصديقه احب ان اقنطف منها بعض العبارات مع التصرف ...يقول الكاتب

أنبئت أن ظنك قد ساء بي وأنك وضعتني حيث تضع غيري من الناس ..وكنت اعتقد ان مكانتي في نفسك أرفع من هذا...وأن ما بيننا من الصداقه والاخاء أرفع من اختلافات العمل..لقد وضعتني حيث تضع عامة الناس فتظن بي الظنون وتسير بي سيرتك مع المتقلبين وأنت تعرفني اكثر من نفسي..وانت تعلم بعد الخبره والبلاء أني لست جاحدا ولا منافقا وأنت تعلم أني قد لجأت اليك في وقت الشده واستعنت بك في الضراء أكثر مما استعنت بأفرب الناس الي...

فصدقتي ان قلت لك ان سوء ظنك يؤذيني في كرامتي ولجرحني في مروءتي وليس هذا بالشيء القليل...
دعني أذكرك مودتنا وأيامنا فأنا لم أقصر في ذاتك ولست أعرف أني أخطأت معك غير هذه المره ولكني أعرف أنك أنت ظلمتني أشنع الظلم
فأسأت بي الظن واتهمتني في نفسك بخيانة الصديق وما كان ينبغي أن تفعل هذا فينبغي أن تكون الصداقه في نفسك كريمه كنفسك أنفس من كل شيء ...وهبني أخطأت فمن الذي يمنع الصديق أن يصلح خطأ الصديق

اني لاقهر نفسي واخذها بحزم عنيف لأني أحبك وأوثرك علي نفسي وأكره أن أقسو في الكتابه اليك...

كم أحب أن ألقاك وأن أسمع منك أقسي الحديث وأن أتحدث اليك أرق الحديث وأعذبه

ان كنت حريصا علي مودتي فأبعث لي والا فلن اكلفك ما لا تحب ولن أريك وجهي الذي قد تكرهه ولكني سأخلص لك دائما وسأفي لك دائما لانك لا تستحق مني سوي الاخلاص والوفاء وسأحفظ في قلبي جرحا داميا...

وقد تسألني لم اكتب اليك؟ فأجيبك أكتب اليك لان غضبك يؤذيني ولان سوء ظنك يقض مضجعي واجيبك بأني أكتب اليك لارجو منك الا تقبل وساطة وسيط بيننا مهما يكن فلن أقبل هذه الوساطه ولست في حاجه الي رضاك اذا لم يصدر عن قلبك عفوا . واذا طلبت رضاك فأني أطلب حقا لي ولا أستجدي شيئا أحب أن تمنحنيه منحا. زما زلت أعتقد أن لي عليك حقوقا وان أول هذه الحقوق ألا تظن بي السوء ولا تسمع في للوشاه
وفي أخر الامر اني اكتب لك لأني أحبك أكثر مما تحبني وأكثر مما تظن ..ومن يدري لعلك قد أبغضتني الي حد لا تسمح معه لنفسك بقرأة هذه الرساله..وعلي كل حال فأنا أهدي اليك تحيات صديق لصديقه

كده انتهت الرساله

كاتب الرساله الدكتور طه حسين

الي احمد نجيب الهلالي الهلالي اخر رئيس وزراء لمصر قبل الثوره

من كتاب رسائل طه حسين للاستاذ ابراهيم عبد العزيز

اقرأ عن قصة أديب طه حسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مرحبا بكم