وضع لي ابي برنامجا مرهقا لا ادري كيف احتملته...كان يوقظني في الفجر فأصلي معه..ثم اقرأ جزءا من القران وأحفظ متنا من المتون الازهريه كألفية ابن مالك في النحو..حتي اذا طلعت الشمس أفطرت ولبست ملابسي وذهبت الي المدرسه احضر دروسها
الي الظهر وفي فسحة الظهر أتغدي في المدرسه علي عجل واذهب الي كتاب بمسجد قريب من المدرسه وقد اتفق أبي مع فقيه الكتاب أن يسمع مني جزءا من القران حتي اذا ما اتممته سمعت جرس المدرسه فذهبت الي الفصل ثم احضر حصص المدرسه بعد الظهر..فأذا دق الجرس النهائي خرجت الي البيت وخلعت ملابسي المدرسيه ولبست جلبابا وذهبت الي المسجد الذي ابي امامه..فمكثت معه من قبيل المغرب حتي يصلي العشاء استمع لدرسه الذي يلقيه بين المغرب والعشاء ثم اعود معه الي البيت وفي اثناء الطريق يحفظني بيتا من الشعر او بيتين ثم يسألني اعرابه فأعربه ويصحح لي خطئي...كل ذلك ونحن سائران في الطريق ثم اتعشي وانام واذا كان علي واجب من المدرسه أتممته علي عجل قبل ان أذهب الي ابي في المسجد
التلميذ هو الاستاذ احمد امين المولود سنة 1886 من كتاب حياتي
نحن الان عام 1900
يكمل التلميذ مذكراته فيقول
المسافه بيننا والازهر نحو نصف ساعه -علي الاقدام- واحسن ما كان في الطريق باعة الفطور فان كان اليوم فقيرا اكتفيت بطبق من البليله يجلس بائعها علي قارعة الطريق وأمامه طست كبير مليء بالذره المغليه الناضجه ووضع علي نار هادئه حتي يبقي ساخنا وبجانبه ماعون كبير مليء سكرا ناعما أشتري منه بربع قرش فيملأ لي طبقا
من الطست ويرش عليه من السكر فاكله وأنا واقف وأمسح فمي بالمنديل وأحمد الله وأستمر في السير
وان كان اليوم غنيا عطفت علي دكان للفطير فأطلب من البائع فطيرا بقرش فيقطع قطعه من العجين مكوره ويدحورها في لمح البصر ويضعها في صحن ويأخذ بيده قليلا من السمن يرشه عليها ويدخل الصحن في الفرن وبعد دقيقتين او ثلاث يخرجها ناضجه ناضره ويضع عليها السكر وتقدم الي علي مائده
متواضعه لا بالنظيفه ولا بالقذره فاكلها في لذه ونهمفاذا فرغت منها تقدمت الي الامام خطوه او خطوتين داخل الدكان فأر ي مقطفا صغيرا مليء بالنخاله فأفرك يدي بها واخذ منها فأدعك فمي واحمد الله أكثر مما حمدته علي البليله،وان كان يوما وسطا لا بالغني ولا بالفقير عطفت علي رجل بالقرب من الازهر أبيض الوجه في حمره ضخم الجسم يلبس جلبابا أزرق، وعلي رأسه عمة حمراء وأمامه قفص عال مستدير عليه صينية
كبيره من البسبوسه قد أفرغ من وسطها مربع ثم مليء سمنا فأعطيه نصف قرش ويعطيني مربعا من البسبوسه بعد أن يقطر عليه شيئا من السمن واذا أراد أن يكرمني اختار لي قطعه في وسطها لوزه مقشوره
وأصل الي مسجد بالفرب من الازهر قبل طلوع الشمس
ده فطار تلميذ اما بليله او فطير او بسبوسه
نحن الان عام 1900
يكمل التلميذ مذكراته فيقول
المسافه بيننا والازهر نحو نصف ساعه -علي الاقدام- واحسن ما كان في الطريق باعة الفطور فان كان اليوم فقيرا اكتفيت بطبق من البليله يجلس بائعها علي قارعة الطريق وأمامه طست كبير مليء بالذره المغليه الناضجه ووضع علي نار هادئه حتي يبقي ساخنا وبجانبه ماعون كبير مليء سكرا ناعما أشتري منه بربع قرش فيملأ لي طبقا
من الطست ويرش عليه من السكر فاكله وأنا واقف وأمسح فمي بالمنديل وأحمد الله وأستمر في السير
وان كان اليوم غنيا عطفت علي دكان للفطير فأطلب من البائع فطيرا بقرش فيقطع قطعه من العجين مكوره ويدحورها في لمح البصر ويضعها في صحن ويأخذ بيده قليلا من السمن يرشه عليها ويدخل الصحن في الفرن وبعد دقيقتين او ثلاث يخرجها ناضجه ناضره ويضع عليها السكر وتقدم الي علي مائده
متواضعه لا بالنظيفه ولا بالقذره فاكلها في لذه ونهمفاذا فرغت منها تقدمت الي الامام خطوه او خطوتين داخل الدكان فأر ي مقطفا صغيرا مليء بالنخاله فأفرك يدي بها واخذ منها فأدعك فمي واحمد الله أكثر مما حمدته علي البليله،وان كان يوما وسطا لا بالغني ولا بالفقير عطفت علي رجل بالقرب من الازهر أبيض الوجه في حمره ضخم الجسم يلبس جلبابا أزرق، وعلي رأسه عمة حمراء وأمامه قفص عال مستدير عليه صينية
كبيره من البسبوسه قد أفرغ من وسطها مربع ثم مليء سمنا فأعطيه نصف قرش ويعطيني مربعا من البسبوسه بعد أن يقطر عليه شيئا من السمن واذا أراد أن يكرمني اختار لي قطعه في وسطها لوزه مقشوره
وأصل الي مسجد بالفرب من الازهر قبل طلوع الشمس
ده فطار تلميذ اما بليله او فطير او بسبوسه