السبت، 13 أكتوبر 2018

الحفيد والطرطور

مصطحبا حفيدي لإنهاء بعض الأوراق الرسمية...خلال أحد الايام المشمسة.
اشتريت له طرطورا من رجل يجلس خارج المصلحة الحكومية ليبيع الطراطير.
لم يبدوا حفيدي سعيدا بالهدية !ولم يلبسه
دخلنا سويا الي المصلحة ...وكان الزحام شديدا.
وقفت في الطابور المعوج ثنائي الأطراف أحيانا وأحيانا أخرى ثلاثى الأطراف
وغالبا ما ياخذ شكل الكرة.
الصخب في كل جانب ...وهناك بائعون للشاي وغيره..
مرت دقائق تحولت لساعة او ساعتين...والطابور والصخب
لا يتغيران.
الحر والسن وطول الوقوف اتعباني .....
ولا شفاعة لسني وشعري الابيض.....جاء من يقول لي
خلللللص يا عم ااااالحاج أدفع عشان تروح بيتكم.
ورفضت.
جذبني حفيدي برفق من يدي معطيا لي الطرطور.
مشيرا لي ان البسه .
تحت أو ربما بسبب الضغوط لبست الطرطور.
وفجأة ساد الصمت ...الذي انقلب لضحك هستيري
من الجميع.
فقالت الموظفة وهي تقهقه تعالى يا عم الحاج...
وأنهت اوراقي في دقائق.
تسرب خلسة بعض المواطنين...الي بائع الطراطير
ولبسوا الطرطور.
فقلدهم البقية....ولكن كان هناك صراعا علي الطراطير....
الكل يريد الطرطور .....فهو الطريق للخلاص مع الحكومة.
تدخلت جهات سيادية لتوفير الطراطير.
انتشرت الطراطير بعدة ألوان...
رفض البعض لبس الطراطير فكان جزائهم السجن
والتعذيب.
وصار الطرطور هو شعار البلد.
من الغريب أن الأطفال رفضوا لبس الطراطير.
بقلم م / محمد عيسي



---

**Accompanied by my grandson to finalize some official paperwork… on one sunny day.**  
I bought him a party hat from a man sitting outside the government office selling them.  
My grandson didn’t seem happy with the gift!  

We entered the building together… and it was extremely crowded.  
I stood in a crooked line—sometimes with two ends, and sometimes even three.  
It often took the shape of a ball.  
Noise came from every direction… and there were tea vendors and others roaming about.  

Minutes passed and turned into an hour… or maybe two.  
The line and the noise remained unchanged.  
The heat, my age, and standing for so long wore me out…  
My white hair and old age brought no sympathy.  

Someone came up to me and said,  
“Yalla, uncle… pay a little something so you can go home.”  
I refused.  

My grandson gently tugged on my hand, offering me the party hat,  
gesturing for me to wear it.  
Under pressure—or perhaps because of it—I put on the hat.  

Suddenly, silence fell…  
Which quickly turned into hysterical laughter from everyone around.  

The employee, laughing hard, said,  
“Come on in, uncle!”  
And she finished my paperwork in minutes.  

Some citizens stealthily slipped away to the party hat seller  
and wore the hats.  
Others imitated them…  
But a struggle soon erupted over the hats…  
Everyone wanted a hat—it became the way to salvation in government offices.  

High authorities intervened to provide more hats.  
They began to appear in many colors…  

Some people refused to wear the hats.  
They were punished with imprisonment and torture.  

The hat became the national symbol.  

Strangely enough, the children refused to wear the hats.  

*Written by Eng. Mohamed Eissa*

---


الخميس، 13 سبتمبر 2018

الثورة التليفزيونية

كان آخر قرارات الديكتاتور إغلاق الأسواق.
لا حاجة اليها...
الطعام مسؤلية الدولة مثل العلاج تماما...
لا حاجة للخبز او المخابز ..لا حاجة للحرية ايضا.
سنطبق الديمقراطية المحلية التي تناسب الشعب.
لا حاجة للمستثمرين ولا الجمارك فسوف يتولى هو ذلك.
فعلي الشعب أن يصطف في الصباح الباكر ليأخذ وجبته اليومية
الوجبة عبارة عن مزيج من شوربةمسحوق الفول الممزوج بمسحوق الذرة
مع كوب من عصير البرسيم المهديء للأعصاب.
لاقت الفكرة قبولا عند الكثير.
فكرت مجموعة من المثقفين في الثورة
ولكن كيف ؟
تملكهم الخوف والرعب من البطش والاعدام
قال أحدهم عندي فكرة تبعد عنا المسؤلية ....انها
ثورة داخل البيوت ثورة منزلية صورة لا يمكن
محاصرتها بقوات الأمن ولا البطش بمن شارك فيها.
انها الثورة التليفزيونية.
في الساعة الثانية عشرة منتصف الليل
نفتح قناة الحرية وهي القناة التلفزيونية الشهيرة.
والتي تبث علي الراديو ايضا.
ويكون محتواها في هذا التوقيت
(يسقط عدو الشعب)
فعل الناس هذا بدأ الصوت ضعيفا هنا وهناك
ارتفع الصوت قليلا ثم أصبح كالطوفون المنتشر
في الارض والسماء زلزل الصوت اسوار القصر
اهتز الديكتاتور بشدة وسقط صريعا.
خرجت الجماهير في كل مكان البحث عن اول
طريق للحرية.